مناجاة … في سجن الطغاة
مناجاة … في سجن الطغاة
شعر : الدكتور محمود حسين صارم
أناجي إله العرش صبحاً ومغربا وأكشف عن ذنبي وما كنت مذنبا
وما كنت ذا فعل أثيم ومقبــل عليه وصنت النفس شباً وأشيبـا
ولو جاوز المرء المعاصي جميعها سيوردها إلا إذا الله جنبــا
وصاياك يا رباه عشراً أقمتهـا ولم أبغ إلا عنـدك العفو مطلبا
ظلام وظّلام وفرعـــون أمــــةٍ هزئت بهم فرداً وجمعــاً مكذبــــا
ينادي لظلم الأهـــل والجار بعضهم فقمــت أرد الظلــم رداً مهذبــا
بعثت إليهـم للتآخــي رسالــــة ورتبت ميثاقـاً وعهــــداً مرتبــا
فأودعت سجنـــاً مــا تخيلت مثله سجوناً ولا في عهـد فرعــون أصعبا
صراخ رجال أو ولاويــل نســوةٍ يعذبها السجــان صبحــاً ومغربــا
وما بشفيـع يدفـع الظلــم عنهــم وقد ولد الظلــم الظلــوم وأنجبــا
ولو كــان في سَجني اتقاء عذابهـم لفضلــت أن أبقى سجينــاً معذبــا
فيا وطني مــا كنت يومــاً بمذنبٍ ولكن حزبــاً طاغيــاً هو أذنبــا
يعـذب فينــا منذ خمسين حجــةً ويقتلنــا جمعــاً غنيــاً ومتربــا
دعــوت إله العــرش أبغي رجاءه ليدفــع خطبــاً قادمــاً ويغيبــا
لعل عقــول الحــاكمين ينيرهــا شعاع من النــور الإلهــي ماخبــا