مَقعد الياسين
في الذكرى الخامسة لاستشهاد
الشيخ المجاهد أحمد ياسين
رحمه الله تعالى
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]يـا مَـقـعـد الـياسين واسِّينا
وافـتـل مـن الأحـزان قومتنا
أنـت الـجَـوادُ و ظهر ملحمة
واضـربْ بـمِقبَضِكَ العِدا زُمَراً
إنـا سَـبَـايَـا الـقوْم من وهنٍ
إنـا الـقـعـودُ فـقمْ بنا صُعُدا
يـا مـقـعـداً لـقـنْ مجالسنا
عَـرْشـاًغدوتَ لِشَيْخ مَنْ مَلكوا
وعُروشُ غيرك في الثرى دُفِنتْ
مـا كـلّ ُمَنْ تحت الثرى هَلكوا
أو كـل ذي عـرش لـنـا مَلِكٌ
تِـلـكُـمْ عُـلـوم الشيخ أورثها
و لـيقطعوا الأوصال إن قطعوا
و لـيـسـألـوا عبد العزيز إذا
وحـمـاس مَـذهـبنا وسيرتنا
ولـيَـعْـبَـثوا بالدين من عَدِموا
فـالـديـن في لبْس ِ العزائم ما
هـذا الـمُـلـثم شيخُ من علِموا
الإسْـمُ قـسَّـامٌ و زد لـقـبـاً
ولـبـاس تـقـوى القوم دِرعُهُمُ
هُـمْ أوْلِـيـاءُ اللهِ مَنْ عَرَضوا
و الـنـاس تفتي في الهوى سَفها
الـنـاس قـسَّـامٌ ومـنـقـسم
هـذا الـصـراط الـمستقيم لهُ
هـذا الـذي فـي الزَّحْفِ مُقتحِمٌ
ولـتـعذروا شِعري إذا انتفضتْ
إنـي بـقـلـبِـيَ ممسكٌ قلمي
إنـي نَـسَجْتُ الشِّعْرَ مِن غضَبٍ
أبـكـيـهِ مِـنْ كُـلي بلا كلل
أبـكـي لإثـنـيـن بـلا سمر
لـكـنَّ شـيـخي هام من فرح
أحـيـيت أحمد في الردى سننا
فـمـضـيتَ ليلَ العُرس مُعتكفاً
أنْ مَـنْ سَـقـى بالدَّمع سُبْحَتهُ
يـا راهـبـاً في الليل قد هلعت
تـرمـي بـصـاروخ و تحسبه
لـكـنـمـا الـصاروخ مركبة
و الـجـسـم مـن كفن مناسجه
الـجـسـم سـاعـات نكابدها
و الأرض تثمر في الضحى ظفرا
و الـقـدس في الخطاب عاشقة
مُـتـطـرفـا آهٍ أتـسـمَـعها
شـارونَ لا يـرضيك أن زعموا
فـلـحـودُنـا تسري بلا عجل
الـيـوم يُـنـجـيك الإله فطِبْ
وانـعَـمْ بـصـبرانا و شاتيلا
لـمّـا وطـأتَ الـبيتَ والحرَمَ
فـاقـطِفْ زُروعاً أنت زارعُها
سِـجناً أرَدْتَ الأرض فانتفضَتْ
لا قـلـبَ تـمـلك لا دما فإذن
الـمـوت لا يـكـفـيك منقلبا
مُـتْ بـيـنـنـا ألفاً و زد مددا
مُـت بـيننا في القعْر ِ و الحِمَم ِ
حَـيّ ٌ تـذوق الموت في جرَعٍ
واللهَ نـدعـو الـواحـدَ الأحـد
أنـجـزت وعدك و الوعيد معا
فـأطِـبْ حـياة َالمَيْتِ يا صَمَدُضـاقـت بـنـا الأكوان نسِّينا
واصـنـع مـن النكبات حِطينا
فـاحْـمِـلْ مِـنَ الفرْسان واتينا
وابْـدَأ بـبـائـعِـنـا و شارينا
فـاطـمِس بذي العَجَلاتِ سَابينا
و اسـلـك بـنا الدرجاتِ تلقينا
أدَبَ الـجُـلوس فقد مَضى دِينا
وإلـى الـخـلـود حَمَلتَ ياسينا
فـاقـرَأ عـلـى الأمواتِ ياسينا
أو كـل مـن فـوق الثرى فينا
أو كـل مـن مَـلـكوا سلاطينا
فـلـيَـسْـلـكِ الطلاب ساعينا
عَـهْـداً لِـمَسْرَى الحِبِّ هادينا
أفـتـى فـذاك الـشـبل مفتينا
و الـكـلّ فـي الـقسَّام راوينا
ديـنـاً و إن نـظـموا الدَّواوينا
تـجـدي الـعـمائم في نوادينا
و الإسـمُ مـا يُـجدي المُريدينا
و الـقـدس والأقـصى عناوينا
و الـريـح مـن دمـهم رياحينا
نـفـسـا إذا شـئـتـم قرابينا
فـذروا الـورى في اللغو لاهينا
والـكـل فـي الأبـواب داعينا
و سِـواه فـي الـسّبُل الشياطينا
وسـواه فـي الـزحف الثعابينا
و تـجـاوزت أوزانـه الـلينا
لأخـط َّ فـي الـشعر الشَّرايينا
لـمَّـا أتـوْا لـلـشـيْخ ناعينا
لا سـاح دمْـعُـكِ بَـعْدُ يا عينا
فـي حـضـن شيخ بات يدنينا
أنْ جـاء صُـبْـحُ الوَعْدِ إثنينا
و بـذلـت في الصدق البراهينا
سِـرا ًّ و جـاء الـوَعْدُ يَحْكينا
بـدَمٍ سـقـى حَـرَمـاً حوالينا
فـي الـصّـبح مِن شَلَلٍ أعادينا
عـنـد الـوغـى حتما سيُفنينا
و بـراق مـعـراج يـنـادينا
مـا ضـرَّنـا لـحـد فـيأوينا
و الـروح أحـلام تـنـاجـينا
إن فـي الـدجى سقيت نواصينا
مُـتَـطـرِّفـاً يَـرمي الملاعينا
شـارون أنـذالٍ و رابـيـنـا
شـيـخ ٌ مَـضـى للحْدِ مِسكينا
وسـريـرك لـحـد الـفراعينا
وانـعَـمْ بـقِـتـلـةِ أحمدٍ حينا
واسـكـبْ من الأقصى البراكينا
هـيَّـجْـتَ لـلـطوفان وادينا
وارْشُـفْ مـن الأغصان غِسْلينا
ومـضـت قـبَيْل الموت سِجِّينا
قـنـيـنـة ٌ تـكـفـي و فلينا
الله يـكـفـيـك و يـكـفـينا
أيُـوارى جـسمُ الغاصب الطينا
فـالـنـار تـوقـدُ مِن سواقينا
والـشـيـخ فـي مَـثواهُ يُحْيينا
و نـمُـدّ ُ لـلـرَّحـمـن أيدينا
و جَـبَـرْتَ بـالـعُقبَى أمانينا
وأطِـلْ مُـواتَ الـحَـيِّ آمينا