أفاقَ القلبُ
أفاقَ القلبُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]لـيـالـي الـبعدِ أنستكِ الودادا؟
وقـلـبُـكِ لا يرقُّ وليس يحنو
كـأنّـهُ قُـدَّ مـنْ حـجرٍ أصمٍّ
يـحـلِّـئـني عن الغدران دوما
وأعـيـانـي فـكم يهوى شقائي
ويـأبـى أنْ يـلُـمَّ بـنا ضنينا
ومـا أذنـبـتُ أو أفشيتُ سرّي
رأيـتُـكِ والـزمـانَ عليَّ إلبا
تـعامى الدّهرُ عنّي ليتَ شعري؟
وما اختلجتْ منَ الصهواتِ رجلي
أحـقّـا قـد نسيتِ هوى حبيبٍ
وأشـقـى بالوصالِ وأنتِ قربي
فـكـيـفَ وبـينَنَا دربٌ طويلٌ
وحـبُّـكِـ ظلَّ وحدَهُ في فؤادي
أحـقّـا قـد نـسيتِ وكانَ قبلا
فـهـلّا لـلـهوى أَصغيتِ يوما
سـعـى الـواشونَ للتفريقِ حقدا
كـأُمِّـكِ حـيـنَ أَغواها رجيمٌ
وأنـزلَـهـا مـن الـخُلدِ انتقاما
فـحـطّـمـتِ الفؤادَ بغيرِ ذنبٍ
لـقـد خابتْ ظنونُكِ بل وخابوا
صـروحُ الحبِّ في قلبي تهاوتْ
وهـبـتُـكِ جنّتي فخرجتِ منها
زرعْـتِ الـهـمَّ والاشجانَ فيها
أفـاقَ الـقـلـبُ من حُلمٍ شجيٍّ
إذا مـلـكَ الـحبيبُ زمامَ قلبي
مـتـى حَـنَّ الـفؤادُ اليكِ شوقا
سـأبـرأُ مـنـهُ إنْ وجدا تشكّى
فـمـا لـيـلي تبدّلَ أو نهاري
ومـا ذرفـتْ عـليكِ العينُ دمعا
ولا شـبّـتْ لظى الأشواق نارا
ولاأيّـامـيـ بـالآلامِ طـالتْ
ولا سـحّـتْ لـيـالـيها هموما
ومـا كـانـتْ وئـيداتٍ عجافا
ولا اسـتوحشتُ أو تعبتْ ظنوني
ولا الـسـاعـاتُ أَحسبُها دهورا
ولا خـطَّ الـيـراعُ سطورَ وجدٍ
ومـا ضـاقـتْ عـليّ بهِ ديارٌ
ولا سُـدّتْ مـنَ الآمـالِ بـابٌ
ظـننتُكِ تُهرَعينَ الى احتضاني
كـأنَّ فـؤادَكِ أضـحـى خليّا
وأنّـي لـم أكُـنْ خـلّا وفـيّـا
فـهـل ألـقى الجفاءُ عليكِ ظلّا
رحـيـلي عنكِ أولى من بقائي
فـطـائـرُكِ الـمعنّى باتَ حُرّا
ولـسـتُ بـعـائـدٍ يوما اليكِ
فـدارُ الـعـزِّ أطيبُ من سواهافـمـلـتِـ بوجهكِ عنّي ابتعادا
ظـلـومٌ فـي قـسـاوتهِ تمادى
فـيـرتـدُّ الـهـوى عنهُ ارتدادا
ويـتـركُـ كـبديَ الحرّى رمادا
ويُـغـرمُ فـي مُخاصمتي عنادا
ويـسـخـو فـيـ تمنُّعهِ جوادا
فـمـا أدري عـلامَ الـهجرُ زادا
ومـثـلـي لايُـجـافى أو يُعادى
فـصـعّـرَ خـدّهُ جـهلا وحادا
فـقـد أنـضـيتُ بالسبقِ الجيادا
عـلـى كـفّـيكِ قد نَحَرَ الفؤادا
ونـار الـوجـدِ تـزدادُ اشتدادا
ولا أمـلٌ لـمـاضٍ أنْ يُـعادا؟
ويـرتـعُ فـيـ جنائنِهِ ارْتيادا
لـرأسِـكِ صـدرُهُ الحاني وِسادا
فـقـدتِ الـيومَ في الصّدِّ الرشادا
ونـالـوا في الذي رغبوا المُرادا
فـعـاقـبَ ربُّـنـا فـيها العبادا
وسـنّ الـمـوتَ فـيهمْ والمَعادا
وجـرمُـهُ مـنْ مـحبّتِكِ استزادا
إذا انـحـطـمَ الزجاجُ فلنْ يُعادا
مـحـالٌ أنْ تُـرمَّـ وأنْ تُـشادا
وعـثْـتِ فـيـ مغارسِها فسادا
فـأنـتِ الـيـومَ تجنينَ الحصادا
وأجـلى الصبحُ عن عيني السوادا
جـمـحْـتُ بـهِ إذا رامَ الـقيادا
تـمـنـيـتُ الـجـحيمَ لهُ مهادا
وأُلـقـي لـلـكلابِ بهِ اضطهادا
ولا حـالا بـعـيـنـيَّ اسودادا
ولا اشـتـكـيـتْ بمنآكِ السهادا
بـقـلـبي أو أسىً لبسَ الحدادا
بـدونـكِ أو شـكوتُ بها البعادا
تـضـاهـي في غزارتِها العهادا
ولارزْحـى ثـقـيـلاتٍ شدادا
ولـمْ أشـكُ الـجـوى والإنفرادا
ولا حـالـتْ عـقـاربُـها جمادا
ودمـعُ الـقـلـبِ كـانَ لهُ مدادا
ولا الـبـلـوى تزاحمتِ احتشادا
ولا جُـرحي ابتغى منكِ الضمادا
وداعي الشوقِ في الاضلاعِ نادى
فـمـا أورتْ مـشـاعرُهُ الزنادا
مـع الـهجرانِ قد صنتُ الودادا
ظـلـيـلا أم تـلـظّيتِ اتقادا؟
فـهـل أبغي مع الماضي ازديادا؟
أقـلـتْـهُ الـريـاحُ فلن يُصادا
ولـو قـلبي جوىً أضحى رمادا
ولـو كـان الـمـهـادُ بها قتادا