فِراق

فِراق

مصطفى حمزة

[email protected]

فارقتُ طفلتي ووحيدتي " رزان " للعمل في ليبيا

وغداةَ السفر قلتُ وَجِلاً وغيرَ مُصدّق :

أحَـقّـاً يـا عِـبادَ اللهِ iiأنّي
أحـقّـاُ  لـنْ أقبّلَ iiوجنتيها
أحـقّـاً يـا إلهي لَنْ iiأراها


غَدَوتُ مُفارِقاً بِنْتي رَزانِ ؟!
أحـقاً لَنْ تُطوّقني اليدانِ ii؟!
أحـقّاً  يا إلهي لَن تَراني ؟!

وهناك ، في طرابلس الغرب ، كنتُ أواجه البحرَ أرنو إلى الأفق

حيثُ وراءه في المدى ، شاطئ اللاذقية ..

أحدّق وأحدّق ، فلعلّ " رزان " آتية إليّ

مع طيور النورس .. ولكنْ هيهات !!

فأعود إلى غُرفتي .. أتملّى صورتها

فكنتُ

أراها عَبْرَ صورتِها

كأنّي لَمْ أفارِقْها

تُحدّثُني وأسمعُها

كأنّي جالسٌ معَها

أحسُّ بها

أكادُ أضمُّها

وأهمُّ ألثُمُها

أناديها لتخرجَ لي

فآخذها وأحضنها

وأمسكُها

وأطلقُها

فتهربُ

ثمّ ألحقُها

كما كنتُ أداعبُها

كما كنتُ ألاعبُها

أراها عَبْرَ صورتِها

فينفطرُ الفؤادُ لها

وأرجو الأرضَ لو طُوِيَتْ

فيُمكنُني أعانقُها ..