أبكيكَ بالدمعِ أو أرثيكَ بالكلمِ
أبكيكَ بالدمعِ أو أرثيكَ بالكلمِ
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]أبـكـيـكَ بـالـدمعِ أو أرثيكَ بالكلمِ
يـا حـرقـةً بـقيتْ يقظى بأضلعنا
وصـرخـةَ الـحقِّ في الدنيا مُدويةً
جـهـدُ الـمقلِّ إذا ما العينُ قد بقيتْ
أَبـكـي النبيَّ على الرمضاءِ مُنطرحا
داسَ الـطـواغيتُ ظلَّ اللهِ في جسدٍ
أبـكـيـكَ ثبتا شديدَ البأسِ مُصْطَبِرا
أَبـكـيـكَ حـرّا أبـيَّـا فارسا أَنِفَا
أَبـكـيـكَ سيفا رهيفَ الحدِّ مُنصلِتا
أَبـكـي عـلى السّبطِ لم تنصرْهُ أُمّتَهُ
أَبـكـيـكَ مُـصـطبرا للهِ من جبلٍ
أَبـكـيـكَ مُـحتسبا ضحّى بمهجتِهِ
أَبـكـيـكَ جلدا كليثِ الغابِ مُقتحما
أَبـكـيـكَ مُـلتهبَ الأحشاءِ من ظمإٍ
مـا الـمـاءُ غايتُهُ والخلدُ قدْ رويتْ
بـنـور وجـههِ يُستسقى إذا قحطتْ
أو كـانَ يُـعـجـزُهُ لـو رامَهُ طلبا
أَبـكـيـكَ نـجما تسامى في مكانتهِ
أَبـكـيـكَ يـا كوكبا قد ظلَّ مُنبلجا
أَبـكـيـكَ يا بلسما تُشفى الجراحُ بهِ
وشـعـلـةَ الـحـقِّ للأحرارِ نائرةً
أَبـكـيـكَ يـا ثـورةً دامتْ مؤججةً
وقـدَ الـجـمـاهيرِ لمْ يُطفأْ لها شررٌ
* * *
يـا أكـرمَ الـناسِ كلِّ الناسِ قاطبةً
يـاابـنَ الـنبيِّ وحسبي باسمِهِ مددا
وابنَ الفتى في الوغى والنّصرُ صاحبُهُ
جـمُّ الـجراحاتِ في ارواحنا انْدَمَلَتْ
يـا سـيّـدي الشّعرُ لمْ يبلغْ مواجعَنا
ذكـرى مُـصـابِكَ رغمَ الشانئينَ لها
لـديـنِ أحـمـدَ قـدْ أرْسَتْ دعائمَهُ
ذكـرى تـظـلُّ مدى التأريخِ داعيةً
تـبـقـى تـرددُهـا الأفـواهُ ثائرةً
بـاقٍ صـداهُ يـرنُّ فـي مـسامعنا
لالا مـع الـبـغي رغم الموتِ داويةٌ
قـد قُـلْـتَـهـا رافضا للضيمِ تحملُهُ
ولـم تـهـبْ ثـابتا كالطودِ جمْعَهُمُ
* * *
رزءٌ يـظـلُّ مـع الأجـيالِ مُنتفضا
جـرحٌ يـنـزّ أبـيـدَ الدّهرٍ مُنتغرا
جـرحٌ تـخـلّـدَ في الأزمانِ مُعجزةً
جـرحٌ أذابَ فـؤادي مـن تـحرّقهِ
رزءٌ بـكـتْـهُ جـميعَ الكائناتِ أسىً
* * *
يـا ابـنَ الـنـبيِّ فلا عذرٌ لمنتكصٍ
أنـا الـحـسينُ فهلْ أخفى على أحدٍ
لـكـنّـهـا زمـرةٌ كـانـتْ مغيبةً
يـالـيـتَ شـعريَ هلْ كانتْ مُكبّلةً
والـنّـاسُ من طمعٍ كانوا ومنْ جهلٍ
تـلـك المجاميعُ ما كانتْ سوى عددٍ
يـا زمـرةً جـحِـدَتْ عرفانَ مُنقذها
واسـتـهونتْ جُرمَها حتّى به خلعتْ
بـاءت بـخـزي أبيدَ الدّهرِ يصبغُها
مـا كـانَ أجـدرهـا والعارُ يلحقُها
لـكـنـهـا استمرأتْ حالا بهِ خَنَعَتْ
كـأنّـهـا فـقـدتْ فـيـهِ بصيرتُها
شـتّـانَ مَـنْ ظـلَّ للأسحارِ مُبتهلا
مـنْ ظـلَّ دهـرَهُ في صومٍ ومسغبةٍ
مـن قـامَ فـي الليلِ يبكي في تلاوتِهِ
يـا أُمـةً بـقـيـتْ بـالغيّ سادرةً
يـا لـيتَ شعريَ هل كانتْ بلا رشدٍسـيّـانِ نـزفُـهـما من حُرقةِ الألمِ
مـنـذُ الـفـجـيعةِ والأحزانُ لم تَنَمِ
فـي وجـهِ كـلِّ دعـيٍّ غـاشمٍ أثمِ
تـهـمـي عليكَ دموعا خُضّبتْ بدمٍ
تـحـتَ الـسـنـابكِ ارْضاءا لمُتّهمِ
نـورُ الـنّـبـوّةِ فـيهِ مُشرقُ السِّيَمِ
لاقـى الـجيوشَ رَبيطَ الجأْشِ كالعَلَمِ
يـأبـى الخضوعَ عزيزا شامخَ الشَّمَمِ
بـيـنَ الـسـيوفِ مَهيبا غيرَ مُنثلمِ
نـهـبَ الـرماحِ وحيدا غيرَ منهزمِ
لـمّـا تـعـالى لهيبُ النارِ في الخِيَمِ
والأَقـربـيـنَ فـداءَ الـدّينِ والقيَمِ
جـمـعَ الـبُـغاةِ بلا خوفٍ ولا سَأَمِ
لاقـى الإلهَ خضيبَ النّحرِ وهوَ ظَمِي
مِـنْ تـحـتَ أخمصهِ بالسلسلِ الشبمِ
فـالـغـيـثُ مُنهمرٌ من أعذبِ الدّيمِ
لـكـنَّـهُ الـدَّرسُ فـي الإِيثارِ للأُممِ
بـمـدرجِ الـمجدِ ضاهى ذروةَ القممِ
رغـمَ الـطـغـاةِ فـلمْ يأْفلْ ولمْ يغمِ
وبـسـمـةِ النّصرِ تعلو ثغرَ مُهْتَضَمِ
تـجـلـو الدّياجي ونبراسا لدى الأُممِ
مـثـل الـبراكينِ لمْ تخمدْ مِنَ الحِمَمِ
أزيـزهـا يـصطلي من شدّةِ الضّرمِ
* * *
بـعـد الـنبيِّ وبعدَ المُرتضى القَرمِ
عـنـدَ الـنّـوائبِ إنْ ناديتُ والغَمَمِ
والـسـيـفُ خـادمُهُ في كلّ مُحتدمِ
إلاّ مُـصـابَـكَ يـبـقى غيرَ مُلتئمِ
وإنْ تـلـظّـى بـنيرانِ الأسى قلمي
تـظـلُّ خـالـدةً في سِفْرِها الضَخِمِ
لـولا الـفـداءُ بـيـومِ الطّفِّ لمْ يقُمِ
لـنـصـرةِ الـدّينِ والمظلومِ والشِّيَمِ
عـلـى الـطغاةِ نشيدا صاخبَ النَّغَمِ
فـيُـحـيـلـنا حمما تذكو من الهممِ
خـيـرٌ منَ العيشِ وسطَ الذُّلِ في نَعَمِ
فـي وجـهِ طـاغـيـةٍ بالشرِّ مُلتثِمِ
والـمـوتُ يـلـتـهمُ الابطالَ كالنَّهِمِ
* * *
لـلـحـقِّ يـدعو جهارا غيرَ منكتمِ
يـأبـى الـهوانُ ويروي رفعةَ الشممِ
يـنـدى مع الدّهرِ ,لا يبلى مع القدم
فـانـسابَ مُنحدرا في الأدمعِ السُجُمِ
كـمـا بـكـتْـهُ عيونُ الشّعرِ والكلمِ
* * *
لـمّـا خـطـبتَ بجمعِ القومِ من أَمَمِ
والـقـومُ لـمْ يشتكوا من عِلّةِ الصممِ
لـمّـا اسـتـقـادتْ الى أحقادِ مُنتَقِمِ
فـسـاقَـهـا البغي سوقَ الذئبِ للغنمِ
جـيـشـا يُـساقُ الى الاذلالِ والعدمِ
يُـمـحـى ويُثبتُ طوعَ الحاكمِ الفدمِ
لـمّـا استحلّتْ دماءَ السبطِ في الحُرُمِ
مـن عُـنـقـهـا بـيـعةً للهِ والذّممِ
بـصـبـغة الذلّ لن تُمحى كما الوشمِ
لـو قـطّـعـتْ يـدها من شدّةِ الندمِ
فـلـم يـزلْ أمـرُها في أحلكِ الظُّلَمِ
لـمّـا استعاضتْ عن العُقيانِ بالفحمِ
ومَـنْ تـرنّـحَ سـكـرانا مع النغمِ
ومـنْ شـكـا بـطنةً أو وطأةَ التخمِ
ومـن بـغـلـوائـهِ يجري بلا لُجُمِ
تـهـوى الـطـغامَ وتقلى سادةَ الأُممِ
أمْ إنّـهـا عـمـيتْ من شدةِ الظُلَمِ؟