غزة : ركامٌ .. وعزّة !
غزة : ركامٌ .. وعزّة !
د. عبد الجبار دية
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
استشاري الأمراض الباطنة والصدرية
يخرجون من بين الرّكام تارةً
ومن تحت الرّكامِ يخرجون
يوفضون في أزقة المدينة
باتجاه القصفِ يذهبون
يُشاهدون صورة الدمار
ويبصرون الموت بالعيون !!
* * *
لا يرهبون الموت كلا
لا ولا يزعزعون .. لا يضعفون .. لا ولا يجبنون !
لا يأبهون هجم الردى عليهم
أم على الردى تراهم يهجمون !
في حالة من التحدي هم ..
على المدى مستنفرون !
كبيرةٌ نفوسهم ، شامخة هاماتهم ، تقية قلوبهم
كأنهم من خمرة الإيمان يستقون
رهبان ليلٍ قوّماً ..
فرسان إن ضجّ الوغى مستبسلون !
* * *
كبارهم .. كِبار
صغارهم .. كبار
أبناؤهم كهول ..
رأوا من الحياة ما يهول !
لم توهَنْ العزيمة
ولم يغب أمل !
بناتهم مثل النساء في المحن ..
صبراً على الثّكل .. على الدّمار والألم !
* * *
على الطوى ينام .. يصحو على الحصار
يقول للأنام .. نجوع لا نركع !
يُعمّر المساجد .. لربه يخشع !
* * *
يُقاوم الطغيان .. بقوة الإيمان
والصّبر في الميدان
سلاحه القرآن
رشاشه مدفع ..
في جوفه الردى
في حتفه المصرع !
* * *
وتضرب الأمثال : لمن له قلبٌ .. أو أذنٌ تسمع
شعب على اللظى : يطبخ أو يصنع
في الله ما أشجع
لله ما أروع !!