لك النصر يا غزة
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
أَعِـزَّ الـدِّيـنِ يـا قَـسَّـامُ و تُـطْـرَدُ ثُـلَّـةُ المُحْتَلِّ طَرْدًا فَـيَـا أَرْضَ الـرِّبَـاطِ لَنَا رِبَاطٌ فَـأَشْـرَقَـتِ الْـعَوَالِمُ وَاسْتَعَدَّتْ فَـصَـبْـرًا ثُـمَّ صَبْرًا قد أَهَلَّتْ تُـبَـشِّـرُ كُـلَّ مَـنْ وَرَدَ الْمَنَايَا * * * قَـضَـيْـنَـا أَنْ نَـغَصَّ فلا حَيَاةٌ و مَـنْ ظَـلَمَ الرَّعِيَّةَ كيف يَحْيَى فـوَا أَلَـمِـي عَـلَى الدُّنْيَا جَمِيعًا كَـأَنَّـا لا نُـحِـسُّ بـأَيِّ جُـرْحٍ كَـأَنَّـا لانَـرَى، فَـإِذَا نَـظَـرْنَا فـإِنْ صَـدَعُـوا به صُبْحًا فحَدِّثْ إِلَامَ الـخُـلْـفُ يَـطْـحَنُنَا كَفَانَا * * * مَـلَـكْـتُ عَـلَيَّ نَفْسًا مِنْ لَظَاهَا و كـيـف لـغَاضِبٍ رَشَدُ و فَهْمٌ إذا إخـوانُـنـا عَـانَـوْا فَـإِنِّي فـمـا أُخْـبِـرْتُ مِـنْ شَـرٍّ مُلِمٍّ كَـأَنَّ دمـاءَنـا بِـيـعَتْ ببَخْسٍ أبـعـدَ مُـصَـابِـنَا خَطْبٌ و إِنَّا بِـلاَ حَـوْلٍ وفِـيـنَـا ذو نُـفُوذٍ و يَـرْفَـعُ رايـةَ الـتَّسْلِيمِ عَمْدًا فـلا عـقـلٌ يُـفِـيدُ و لا ضَمِيرٌ سـلامٌ يـا حـيـاةُ على المعالي عـلـى أَيَّـامِنَا النَّضِرَاتِ رَدَّتْ كـأَنَّـا لـم نَـكُـنْ وبِغَيِْرِ عَقْلٍ وَهَـلْ كَـصَـنِـيعِكُمْ يا قومِ جُرْمٌ و كـيـف مَصِيرُكُمْ مِنْ بَعْدُ ؟ هَلَّا إلام الُـخْـلُـف قـد ذُقْنَا صَغَارًا ذَهَـبْـتُـمْ بـالعلا فأَبَتْ رُجُوعًا * * * أَبَـيْـتُ عـلى فؤاديَ كُلَّ حُزْنٍ و بَـشَّـرَنَـا بنَصْرٍ ، و اصْطَفَانَا وكُـلُّ دَمٍ يُـرَاقُ عـلـى ثَـرَانَا فـلـولا ثُـلَّـةُ الأبـطالِ أَزْرَى لَـهُـمْ يَـوْمٌ و إِنَّ لَـنَـا زَمَـانًا تُـضِـيءُ بِهِ وُجُوهُ الأرضِ سَعْدًا أَعِـزَّ الـدِّيـنِ يـا قَـسَّـاُم يَوْمًا | يَوْمًالَـسَـوْفَ تُـحَـرَّرُ الأَنْحَاءُ و يَـغْـدُو مـا نُـعَانِي مِنْهُ حُلْمَا بِهَاذِي الْأَرْضِ أَحْيَى الْأَرْضَ رَغْمَا! لِـصُـبْـحٍ مُـوشِـكٍ بِالْفَتْحِ تَمَّا عَـلَـيْـكِ بَـشَائِر أَصْبَحْنَ عِلْمَا و تُـنْـذِرُ مَـنْ تَوَلَّى وَهْوَ أَعْمَى! * * * لِـمَـنْ مَلَأَ الحياةَ أَسًى و ظُلْمَا 1 ومـن رَضِـيَ الدَّنِيَّةَ كيف يُحْمَى تَـخَـطَّـفَ رُشْـدَهَا خَطْبٌ أَلَمَّا! كَـأَنَّـا لـم نَـذُقْ لـلـظُّلْمِ طَعْمَا رَأَيْـنَـا الصِّدْقَ عِنْدَ النَّاسِ وَهْمَا بِـلَا حَرَجٍ عَنِ الإرهابِ لَمَّا... 2 بـضُعْفٍ مُزْمِنٍ و الوَهْنِ وَصْمَا 3 * * * أُصَـلَّـى النارَ مِنْ غَضَبٍ فأَعْمَى و هـل يُبْقِي الأسى رَشَدًا و فَهْمَا! أُعَـانِـي حـسـرةً و القلبُ يَدْمَى بِِـهِـمْ إِلَّا و كِـدْتُ عَـلَيَّ يُغْمَى كَـأَنَّ نُـفُـوسَـنَـا لِلذُّلِّ تُنْمَى 4 لَـفِـي نَـارِ الرَّدَى يَا قَوْمِ نُرْمَى يَـصُـونُ حِـيَاضَهُ و يُعِزُّ خَصْمَا لـيَـحْـفَـظَ نَفْسَهُ و يَسُودَ رَغْمَا إذا مـا فـاضـتِ الـنًَّزَوَاتُ سُمَّا عـلـى عِـزٍّ بِـهَـا شِدْنَاهُ يَوْمَا عـلـى الأعـقـابِ عَادِيَةً و إِثْمَا نُـمَـجِّـدُ مَـا مَضَى وَنَنَامُ نَوْمَا كـفى بالصمتِ و الخِذْلَانِ جُرْمَا ! فَـطِـنْـتُـمْ للذي سيَصِيُر حَتْمَا ! وذُلاًّ دَائِـمًـا وَأَسًـى وَ سُـقْـمَا و لـم تَـجْنُوا سِوَى الأَزَمَاتِ غُنْمَا * * * و قُـلْـتُـ: لَـقَـدْ كَفَانَا اللهُ هَمَّا لِـنُـورٍ مـنـه إِنْ جِـئْـنَاهُ قُدْمَا يَـفِـيضُ كَرَامَةً، و يَفِيضُ نُعْمَى بـنـا الباغي و عَذَّبَنَا، وأَصْمَى 5 بَـدَتْ بُـشْـرَاهُ فـي الآفاقِ نَجْمَا و تَـرْقُـبُـهُ، فَمَا أَعْلَى و أَسْمَى ! لَـسَـوْفَ تُـحَـرَّرُ الأنحاءُ حَتْمَا | حَتْمَا
1)صَدَعَ بالحق تَكَلَّمَ به جَهَارًا، كقوله سبحانه في سورة الحِجْر: "فَاصْدَعْ بِمَا تُومَر".
2)قَضَيْنَا أي حَكَمْنَا، و نَغَصُّ من الغُصَّةِ وهي الشَّجَاةُ التي يُغَصُّ بها الحلق كما تقدم، من ذلك قوله سبحانه في سورة المزمل : " وَ طَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ".
3)وَصْمًا: عيبًا، لأبي الفتح البستي رحمه الله:
4)يَرَى التَّوقُّفَ فِي يَوْمَيْ وَغًى وَنَدًى وَصْماً فَإِنْ عَنَّ رَأْيٌ مُشْكِلٌ وَقَفَا
5)تُنْمَى: تُنْسَب، لابن الأبار من شعره:
6)أعَاجِمٌ أَلْسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُمْ تُنْمَى إِلَى الْعَرَ الْعَرْبَاءِ قَحْطَانَا
7)اَلثُّلَّةُ: الجَماعةُ، كقوله سبحانه في سورة الواقعة: "ثُلَّةٌ مِّنَ الاَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِين"،
وأَزْرَى: استَهَانَ، وأَصْمَى: قَتَلَ و أفنَى كما تقدم.