مَعَارِج ُبَاءِ البَوْح
حسن شهاب الدين /القاهرة
سأقطِفُ باءَ البَوْح..
ألعبُ مَأسَاتي
وأبْنِي
على رَمْل ِالقصيدِ سماواتي
أشكـِّلُ..
مِنْ صَلـْصَال ِحُزْنيَ.. دُمْية
وأتركـُها عَمْياءَ
مُطفأة الآتي
ألطـِّخُ مِرْآتي
بطين ِحقيقتي
وأسْخـَرُ مِنْ وَجْهٍ
يلطـِّخُ مِرْآتي
مَسَافة ما بيني وبينيَ
طلقة ٌ
وأقربُ مِنْ مَوْتي إليَّ
انـْتحاراتي.
...
تزلزلتُ بالرؤيا..
فكانتْ قصيدتي
وآخرتي..لاحتْ
فسِرْتُ لميقاتي
هنا فوقَ أرْض ِالروح ِ
ثبـَّتُ خيْمَتي
وأشعلتُ تاريخي ..
وقلتُ أرَى ذاتي
رأيْتُ نهارًا فوْضَويـًّا
على يدي
فأرسلتـُه للأمْس ِ
يَرْعَى طفولاتي
وقلتُ لأيـَّامي
ارْتدي صَوْتَ فِتنتي
ويا بحْرُ
خُضْ مثلي
بحارَ انفعالاتي
وسِيري.. شُجيراتِ المساءِ
إلى دمي
لأوقدَ في أغصانِكِ السودِ
مِشكاتي
...
أساطيرُ تمحوني
وأخرى تخُطـُّني
وأزمنة ٌباسْمي..
تـُضيء نبؤاتي
فأرحلُ من ذاتي
لأبلغَ آخري..
وفي داخلي
كانَ اغترابُ اغـْتراباتي
صليتُ هجيرًا
وافـْترشتُ عراءه..
وأسْْلمتُ للصَّحْراءِ نفسي
كعاداتي
وصاحبتُ فيها التيه
حتـَّى ألفتـُه..
وكانَ دليلي..المَوْتَ
والريحُ غاياتي
نهارٌ بلا أفـْق ٍ
وليلٌ بلا مدى..
وسَاحِلُ وقتٍ مستجيرٌ
بأوْقاتي
وقلتُ..
معي ظلاّنِ..
صَوْتي وحِكمتي
إذنْ فلـْتـُرِقْ كأسَ السرابِ
غواياتي
وشِدْتُ ضريحَ الغيم ِ
لا مطرٌ أنا
ولا آيتي نارٌ
ولا تلكَ راياتي
...
سَطعْتُ على بَحْر ٍ
وقلتُ لهُ اتـَّبعْ
خُطى كلماتي
فالحقيقة مَرْساتي
فخاضَ بحارًا سَبْعَة ً
دونَ خاطري
وقالَ أضَعْتُ الآنَ
فيكَ نهاياتي
فجنـَّحتـُه باسْمِي
فقالَ..
إلى مَتى؟
ومازالَ مِنْ مَاءٍ
جَناحي وريشاتي
فأفرغـْتـُه في شَطـْرِ بَيْتٍ
مِنَ الندَى
فأنَّ..
فلوَّنتُ الفراغ َ
بفـُرْشَاتي
...
قواريرُ هذا الأفـْقِ تخبو
على يدي
كمِسْـبَحَة ألهو بها..
دونَ حبـَّاتِ
وحينَ أريدُ البَوْحَ
تـَصْطكُّ في دَمِي
وتنـْدكُّ في وَحْي ِالتلقـِّي
مداراتي
أغيبُ وراءَ الغيْب ِ
أنـْحَلُّ في الرؤى
ويوغلُ بي ماض ٍ
ويمعنُ بي آت ِ
وخلفي قواريرُ السماءِ
يمامة..
تـُنقـِّرُ قمـْحَ الروح ِ
تشربُ غيْماتي
أمامَ طقوسي
بينَ ظِلـِّي وحَيَْرَتِي
على أبَدِي الروَّاغ ِ
وَسْط نداءاتي
تـُكسِّرُ في دَرْبٍ
زجاجَ لغاتِها
وتختارُ في دَرَْبٍ
لغاتِ زجاجاتي
فمن أحرفي تحيا
وفي أحرفي تـُرى
فمَشـْرقـُها ذاتي..
ومغربـُها ذاتي
...
كذلك تغويني جراحي
فأبتني عوالمَ
تطويني
وتحيا بطيـَّاتي
أوقـِّعُ أحزانَ الحياةِ
فينتمي
بهاءُ الوجودِ الفخـْم ِ
للنـَغَم ِالعاتي
أخلـِّدُ آلامي..
فيا حكمة ُاخـْسَئي
بحسْب ِصلاة الحزن ِ
سجدة أبياتي
سأعبرُ أبوابَ القصيدِ
وأنتهي
لغير مدى
..ها قدْ أطرْتُ فراشاتي