فليس لهم سوى الرحمن ريدا
17كانون22009
د. طلال الدّرويش
د. طلال محمّد الدّرويش
أرسل إليّ أحد الشّعراء يقول :
منعت بكاء عيني أن يجودا فليس يجوز أن يبكي عليها إذا لـم تبكِ غزّةَ في ثراها ودعـها كي تخضّبَها دماء | فـغـزّةُ حرّةٌ تأبى سـوى حرٍّ يُغذّيها الوريدا فـدمعك لا تحمّله البريدا! فـغزّة قد تزوّجتِ الشّهيدا! | العبيدا
فأجبته :
بـكيت وقلت : يا عينيَّ ، ومـا أبـكـي حـزينًا أنّ شعبي ولـيـس بـكاؤهم إن نحتُ عيبًا ولـكـنّـي أنـوحُ عـلى شبابٍ وعـظـمـي فتّه ضعفٌ ووهْنٌ ويـسـبـقـني لبذل الرّوح جندٌ فـهـبـني ربِّ ، عزمًا واقتدارًا وأمـكـنّـي أكنْ شروى رجالٍ فـنـالـوا أشرف الدّارين سكنى فـإن أحـبس دموع العين قسرًا فـسِـلْ يـا دمعُ ، إنّ اللّه ربّي وسَـل يـا قلبُ ، للأبطال نصرًا | جوداويبكي القلب في صدري صديدا ! بـغـزّةَ يـصطلي سقرًا وحيدا ومـا يـلـقـونـه يبكي الحديدا جـرى يـمضي وأقسم لن يعودا عـلـى وهْـنٍ ويـتركني قعيدا وقـد هـبّـوُا يـردّون اليهودا فـأنـت تـسـوق للحقِّ الجنودا لـوجـه الـلّه قد باعوا الوجودا ونـالوا عند ذي العرش الخلودا فـدمـع الـقلبِ يخذله جحودا ! يـواعـدُنـي ويصدقني الوعودا فـلـيس لهم سوى الرّحمن ريدا |