كان قلبي ينفطر

د. محمد عبد المطلب جاد

د. محمد عبد المطلب جاد

[email protected]

أستاذ سيكولوجيا الإبداع

جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية

الريحُ عاتيةٌ وقلبُ صغيرتي  تحتَ المطر

وأنا هنا قلبي المُعَذَّبُ لا يَقَرُّ على خَبَرْ

لا أدرى أين مَقَرُّهَا؟ ، ماذا بها؟ ، هل فى خطر

هل ما تزال بها حياةٌ ؟أم؟ .هنا قلبي انْفَطَرْ

أنا فى غياهِبِ حَيْرَتِي ودموعُ عَيْنِي تَنْهَمِر

وصغيرتي فى سِجْنِهَا تحت الصواعقِ تَحْتَضِر

كبدي تَحَرَّقَ، تنهَشُ الأوهامُ فيه وتَعْتَصِر

وهناكَ قلبُ صغيرتي من فَوْقِهِ أعْتَي حَجَرْ

 قَلْبَانِ يحترقانِ : هذا حيرةً ، وهناك جَمْر

*  *  *

ما أطولَ الأيامَ ، ما أقْسَى ثواني المُنْتَظِر

وهناكَ أيَّامٌ تَمُرُّ بِكُلِّ يأسٍ وَكَدَرْ

وليس فيهِ سوى الدموعِ بكل ثانيةٍ تَمُر

وحيرةُ الملهوفِ لا تَدَعُ الظنونَ لِتَسْتَقِر

وجمرةٌ فى القلبِ تكوى، والأماني تَنْكَسِر

والويلُ كُلُّ الويلِ مِنْ أفكارِ شيطانٍ تَكِر

وصغيرتي فى سجنها حَيْرَى بآلافِ الفِكَرْ

عَقَدَ الخِنَاقُ لسانَها والحُزْنُ يَغْتَالُ البَصَرْ

لاذَتْ بصمتِ الرافضينَ المُكْرَهِينَ بلا مَفَر

عينى هنا تبكى، وعينُ صغيرتي يَبكِى الأَمَرْ

*  *  **

كيف التقى الدمعانِ فى نهرٍ تَكَفَّلَهُ القَدَرْ؟

كيف التَقَتْ عَيْنا البَعِيدَانِ على بُعْدِ السَّفَر؟

كيفَ اهتدى دَمْعٌ لِدَمْعٍ فى هطيل يَنْهَمِر؟

كيفَ النِّدَا لاقى النِّدَا ؟، كيفَ التقى صَبْرٌ بِصَبْر؟

هذا الذي يَدْرِى بِهِ رَبٌّ يُدَبِّرُ كُلَّ أّمْر.