زيارةُ الفتح
13كانون12008
د. محمد ياسين العشاب
زيارةُ الفتح!
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
سِـرْتُمْ جُسُومًا وَأَهْلُ الشَّوْقِ إِلَـى الَّـذِي فِي جَنَانِي قَبْلَ زَوْرَتِهِ سِـرْتُمْ إِلَيْهِ فَرُوحِي قَدْ سَرَتْ وَدَمِي سِـرْتُـمْ إِلَـيْهِ فَمَالِي الْيَوْمَ فِي أَلَمٍ خَـلَّفْتُمُونِي وَأَنْصَالُ الْجَوَى قَطَعَتْ وَاحَـرَّ قَـلْـبِـيَ شِمْتُمْ مِنْ نَسَائِمِهِ خَـلَّـفْـتُمُونِي وَإِنِّي ذُبْتُ مِنْ حُرَقٍ سِـرْتُـمْ إِلَـيْهِ فَبُشْرَاكُمْ لَقَدْ سَطَعَتْ وَقَـالَ طَـهَ أَلاَ مَـرْحَـى بِوَفْدِكُمُ يَـا سَعْدَ مَنْ خَاطَبَ الْهَادِي فَخَاطَبَهُ سِـرْتُـمْ إِلَـى طَيْبَةٍ تَنْدَى رَوَائِحُكُمْ طِـبْـتُـمْ بِـطَيْبَةَ يَا زُوَّارَهَا كَرَمًا وَإِنَّـهَـا مِـنْ جِنَانِ الْخُلْدِ فَاسْتَبِقُوا نَـسِـيـمُـهَا يَا غِيَاثَ الْخَلْقِ جَنَّتُنَا يَـارَبِّ يَـارَبِّ بَـلِّـغْنِي لِرَوْضَتِهِ مَـتَـى بِوَصْلِكَ تُُشْفَى مِنْ صَبَابَتِهَا * * * يَـا وَافِدِينَ عَلَى الرَّحْمَانِ كَيْفَ بِكُمْ كَـأَنَّـمَـا هُـوَ يَوْمُ الْفَتْحِ إِذْ دَخَلَتْ وَالـلَّـهُ وَفَّـى بِوَعْدٍ مِنْهُ فَاحْتَفَلَتْ وَافَـاكُـمُ الْـفَـتْحُ وَالدُّنْيَا مُرَوَّعَةٌ لَـمَّـا دَهَاهَا عَتِيُّ الظُّلْمِ مَا نَظَرَتْ قَـالَـتْ أَمـا سَـبَبٌ لِلْعَدْلِ يُرْشِدُنَا مَـنْ لِـلْـقُـلُوبِ بِإِحْسَانٍ فَيُورِدُهَا فَـالْـخَـيْـرُ مُبْتَهِجٌ وَالشرُّ مُنْزَعِجٌ مَنْ كَانَ فِي صُحْبَةِ الأَقْطَابِ لاَ حَزَنٌ بَـعْـضُ الـنُّـبُوَّةِ أَبْقَاهُ الْجَلِيلُ لَنَا * * * لأَنْـزِفـنَّ دُمُـوعِي مَا حَيِيتُ عَلَى آهٍ وَسَـاعَـاتُ يَـوْمي لاَ أُحِسُّ بِهَا أَغَـرَّكَ الْـيَـوْمَ جِسْمٌ وَالشَّبَابُ لَقَدْ مَـوْلاَيَ صَلِّ عَلَى خَيْرِ الْوَرَى أَبَدًا | أَرْوَاحَاوَالْـقَـابِسُونَ مِنَ الْخَيْرِِ الَّذِي قَـدْ حَـلَّ نُورًا أَغَرَّ الْحُسْنِ وَضَّاحَا يَـجْرِي عَلَى عَجَلٍ شَوْقًا وَإِلْحَاحَا! مِـنَ الْـبِعَادِ؟! وَعَنْهُ الْقَلْبُ مَا رَاحَا نِـيَـاطَ قَـلْبٍ بِسِرِّ الشَّوْقِ قَدْ بَاحَا رَوْحًا فَمَنْ لِي بِرَوْحٍ كَانَ لِي رَاحَا! شَـوْقًـا إِلَـيْهِ!وَهَاجَ الْوَجْدُ مُجْتَاحَا شَـمْـسُ الْحَبِيبِ وَنِلْتُمْ مِنْهُ أَمْنَاحَا وَرَدْتُـمُ مُـغْـدِقًـا بِالْخَيْرِ نَضَّاحَا إِنَّ الْـمُـوَلَّـهَ لاَ يَـحْتَاجُ إِفْصَاحَا! مِـنْ طِـيبِ سَاكِنهَا الْمُخْتَارِ قَدْ فَاحَا وَزُرْتُـمُ فِـي حِمَى الأَحْبابِ أَدْوَاحَا لِـرَوْضَـةٍ هَـلْ رَأَيْتُمْ مِثْلَهَا سَاحَا؟ وَنُـورُهَـا ظَـلَّ لِلأَرْوَاحِ مِصْبَاحَا قَـدْ طَارَ عَقْلِي وَفَاضَ الْقَلْبُ أَتْرَاحَا نَفْسُ الْمَشُوقِ ويَغْدُو الْقَلْبُ مُرْتَاحَا؟ * * * فِـي مَـكَّةٍ وَسَنَاءُ النَّصْرِ قَدْ لاَحَا! كَـتَـائِبُ اللَّهِ تَكْسُو الأَرْضَ أَفْرَاحَا بِـهِ الْـعَـوَالِـمُ أَرْوَاحًـا وَأَشْبَاحَا سَـطَـا عَـلَيْهَا ظَلاَمُ اللَّيْلِ وَاجْتَاحَا مِـنْ لَـوْعَـةٍ بَارِقًا فِي الأُفْقِ لَمَّاحَا إِلَـى الضِّيَاءِ فَيَغْدُو اللَّيْلُ إِصْبَاحَا؟ مِـنَ الْـهُـدَى مَوْرِدًا لِلنُّورِ مُمْتَاحَا وَالْـعَـدْلُ مُسْتَبْشِرٌ وَالظُّلْمُ قَدْ نَاحَا عَـلَـيْـهِ، قَدْ حَازَ لِلْخَيْرَاتِ مِفْتَاحَا يَـا قَـلْـبِ فَارْجُ عَلِيمًا وَادْعُ فَتَّاحَا * * * عُـمْـرٍ أضَعْتُ وَمَا حَصَّلْتُ أَرْبَاحَا حَتَّى مَتَى غَفْلَتِي وَالْحَيْنُ قَدْ صَاحَا! كُـسِـيـتَ بَعْدَ غَدٍ يَا فَدْمُ أَوْضَاحَا! مَا لاَحَ طَيْرٌ عَلَى الأَغْصَانِ صَدَّاحَا | لاَحَا!