إلى راقصة
29تشرين22008
فاطمة حداد
إلى راقصة
فاطمة حداد
بِـعـتِ الجمالََ وترقُصين وتطرَبين وبـذلـتِ حُـسنكِ عارياً ووقفتِ باسمةَ الجبينْ فـوق الـمـسـارح ريشةٌ هبّت تثيرُ العاشقينْ يا نفحةَ الروضِ النضيرِ وبسمةَ الصبحِ المبينْ حـولَ الـضَّـيـاعِ فـراشـةً بـرّاقةً تتنقّلينْ تـتـرنّـحـين مع الصنوجِ جريئةً وتُجلجلينْ والـخصرُ لفّتْهُ الشُّفوفُ وصانَه البرقُ الحصينْ يـا سـلـعةَ التجّارِ في الأسحار.. مَن للبائعين يـتـجـمـهرون ويَطرَبون وأنتِ لا تتأثّرينْ يـسـتـعذبون هُنَيهةً.. ويهاجمون مدى السنينْ بِـيـعتْ عواطفُكِ الثمينةُ.. يا دهاءَ الرابحينْ * * * بِعْتِ الجمالَ.. فما شعورُكِ يا تُرى؟ لو تشرحينْ سـكرَى على خشبِ المسارحِ غِبْتِ عمّا تفعلينْ طـيـراً أسـيراً ترقصين على أيادي الذابحينْ مِـسـكـينةٌ يا مَن وهبْتِ لغيركِ الكنزَ الثمينْ مـا أنـتِ إلاّ لـقـمةٌ مُضِغَتْ بأنيابِ السنينْ مـا أنـتِ إلاّ روضـةٌ جفّتْ تُروّي الظامئينْ مـا أنـتِ إلاّ وردةٌ.. كـلٌّ يـشـمُّ ويستهينْ زعـمـوا وقالوا: حرّةٌ، ولأنتِ أكثرُ من سجينْ طـيـرٌ تـنـاثـرَ ريشُهُ بين المخالبِ يستكينْ فـي القيدِ غرّدَ باكياً يرجو الخلاصَ ولا مُعينْ زعـموكِ وحدَكِ عن شقائكِ في الحياةِ ستُسألينْ وتـبـرّؤوا مـن ذنـبِـهم يا ويلَهم مِن مذنبينْ يـا ويـلَـهـم مـمّا جنَوا مستمتعين مشجِّعينْ عـامُـوا على أمواجِ يَمِّكِ.. يُبحِرون وتَغرقينْ | وتمرحينْ