درب الريح
درب الريح
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أضـعـت يا ريح فوق الدرب عنواني
دربـي وكـنـت أنـا بـالامس أعرفه
وكـان يـعـرفـه خـطوي ويقرؤني
وكـان يـسـمـع ظـل الـليل نقرتها
لا تـسـالـي الـورد .لا يدري بقصتنا
ولـيـس يـعـرف لـون الشطّ قافيتي
قـتـلـت فـي وتـري المبحوح نغمته
وعـانـقـت لـلـصـدا أجفان رابيتي
جـفـت سـنابل عشقي .أثمرت عطشا
والـشـوك مـلء يدي زهري بلا عبق
كـم كـنـت أزرع في المجهول غابته
نـسـت طـيور الشذا أنفاس مزرعتي
وكـنـت رف الـسـنـا والورد يسكنه
غـيّـرت لـونـي ووجهي فيه سحنته
أنـا حـكـايـة حـزن جـدّ مـوجعة
فـانـسـاح رجـع دمـوعي نازفا ترفا
مـاتـت بـليل الاسى الفياض ملهمتي
وهـمـا حـمـلـنا هواها بين أضلعنا
وقـد صـلـبـت دمـي في نبضها قلقا
وكـم حـلـمت يشد الصبح لي رصدي
ومـنـك لحني .وكان الصوت حنجرتي
بـسـتـان حزني .رياح النحس تطرقه
يغفو على الصمت همس الصبح يجرحه
ونـام لـيـل حـبيس الروح في أفقي
وكـان شـعـري جـمـيلا في ترافته
فـلـن يُـغـيّـرنـي موتي ولا وجعي
روائـح الـحـزن فـاحت في حدائقنا
أهـوي عـلى النصل أستذري بشفرته
تـبـعـثرت خارطات الوهم في خلدي
أضـعـت يـا ريـح دربا كنت أسلكه
يـومـا مـشـيـنا على أضلاعه وجعا
من صمت روحي تعرى في دمي عطشي
عـلـى صـلـيب الاسى شعري أرتله
أصـيـح من رهقي في الليل يا وطني
مـسـافـة الـحـزن في ّ امتد شارعها
دوري نـشـيـدا أغـنـيـهـا بقافيتي
عـودي مـسـار دمـي غابت سواحلهبـاب الـجـراح دمي .والحزن ميداني
وغـيّـر الـصـمت عند البحر شطآني
حـرفـا .وتـرسـمـني بالعطر الواني
وقـرع يـاسـي عـلى اضلاع رُباني
مـا عـدت أعـرف أيّ البحر أوزاني
وكـل بـيـت يـغـني حزن أحزاني
ولـمـلـمـت تيه ذاك الفيء حيطاني
فـأثـمـرت بـالاسـى الفياض كثباني
ورحـت أسـقـي بـماء الصبر أفناني
وغـادر الـعـطـر مـنـسيا بتيجاني
ويـجـهـل الـبرق مثل الريح بستاني
وزقـزقـت لانـتـظـار الحلم ودياني
وعـاف هـمس الهوى والعطر ريحاني
وضـاع عـنـد زحـام الـليل عنواني
مـن الـمـآسـي بـهـا غنيت الحاني
مـن الـمحاجر. جرح الصمت أعياني
وَشُـيّـعَ الـحـلـم في تابوت أكفاني
وكـان دفـقـا لـه يـرتـاح قـرباني
وبـات وجـهـي. وشابت في أشجاني
وتـقـرأ الـريـح عند الجرف ديواني
فـي غـابـة الـوهـم مبحوحا بنيسان
وتـسـتـظـل بـه مـن دون أيـذان
ويـخـبـر الدرب . مرت بين أجفاني
وكـان خـمـر الشجا في الليل ندماني
ويـعـذب الـلحن ،يبكي فوق جثماني
ولـسـت أرهـب من سجني وسجاني
وعـنـبـرت نـسمة الليلات وجداني
ولـن يـمـزق رحـم الموت شرياني
وخـربـشـت زهرة البستان أغصاني
وكـان يـسـلـكـه فـي الليل خلاني
وفـيـه كـل طـيـور الـحب تلقاني
سـيـورق الـنـجـم في أفاق أيماني
وفـي خـرائـب روحي الوجد أضماني
ألـقـى بـه الـحقد في صحراء ذؤبان
تـركـت فـيـهـا بليل الريح عنواني
يـامـا الـيـك هـفـا للامس أرناني
ولـيـس الاك انـطـرهـا لأحـزاني