خَبَا النِّبرَاس

محمد ياسين العشاب

خَبَا النِّبرَاس

محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب

[email protected]

شِـفَـائِـيَ إنْ شُفِيتِ هُوَ iiالشِّفَاءُ
لأَنْـتِ ومُـهْجَتِي شَيْءٌ ورُوحِي
كَـلِـفـتُ  بِـمَا كَلِفْتِ به iiفَأَنَّى
وعِشْتُ على هُدَى الأَمَلِ المُرَجَّى
إلاَمَ الـشَّـوْقُ يُـحْرِقُنِي iiويُدْمِي
أَيَـشْـكُـو مِنْ بِعَادِكِ كُلُّ iiنَبْضٍ
وعُـشُّـكِ في الفؤادِ فكيف يَبْكِي
فَـدَتْـكِ  الرُّوحُ تَوْءَمَهَا iiفَسِيرِي
فَـدَتْـكِ  الـرُّوحُ تَوْءَمَهَا iiفَمُنِّي
لَـعَـلَّ الـقَـلْـبَ يُؤْنِسُهُ خَيَالٌ
*              *              ii*
بَـرِئْـتُ  إلى المُهَيْمِنِ مِنْ iiفُؤَادٍ
تَـطُـوفُ بِـهِ المَوَاجِدُ كُلَّ iiلَيْلٍ
ولـيـسَ تَفِي الدُّمُوعُ أَسَاهُ iiحَتَّى
خَبَا النِّبْرَاسُ، وَيْحِيَ كَيْفَ iiأَحْيَى!
وكـانَ سِـرَاجِـيَ الهادي iiدَلِيلٌ
خَـبَا  النِّبْرَاسُ، وَيْحِيَ قَدْ iiتَجَلَّتْ
وأَيْـنَ  الـعَـهْدُ مِنِّي؟ iiأَسْتَقَرَّتْ
تَـحِـنُّ  إلى مَلاَذِ النُّورِ iiرُوحِي
ومـا أَزْرَى بِـهِـمْ إلاَّ iiحَـيـاةٌ
نَـضَـا  عـنها هَوَاهَا كُلَّ iiخَيْرٍ
عَـجِـبْتُ  لِمَعْشَرٍ تَاهُوا وضَلُّوا
أَتَـاهُـمْ بـالهدى الهادي فَرَامُوا
وظَـنُّـوا فـي حَضَارَتِهِمْ iiغَنَاءً
ومـا زَالَـتْ تُـصَفِّقُ iiللمَخَازِي
فـقُـلْ  لـلرَّاغِبِينَ عَنِ iiالمَعَالِي
فـكـيـف بِكُمْ إذا ما الليلُ iiوَلَّى
فـأَرْشَـدَنَـا فـأَشْرَقَ كُلُّ شَيءٍ
فـيـوْمَـئِـذٍ تـوَدُّونَ iiاخْـتفاءً
*              *              ii*
إِمَـامَ  الـمُـرْسَـلِينَ سَمَوْتُ لَمَّا
وزَانََ  بِـحُـبِّـكُـمْ قَلْبِي صَفَاءٌ
ولـيـسَ  لِـعَاشِقٍ مِثْلِي iiسِوَاكُمْ
فـإنْ  كان النَّسيبُ أَحَاطَ iiشِعْرِي
وإِنْ  أَدْمَـى فُؤادِيَ خَطْبُ iiقومي
حَـبِـيبَ  اللهِ لَوْ رَشَدُوا iiلَجَاءُوا
لأنـتَ  الـنُّـورُ والبُرْهانُ iiفينا
وأَنـتَ  الـفَـيْضُ جَادَ بكلِّ iiبِرٍّ
وأنـتَ الـمُجْتَبَى مِن خَيْرِ iiطُهْرٍ
تَـلأْلأَ  هَـدْيُـكَ السَّامِي iiفَأَحْيَى
وأشـرقَ بـالـمَحَبَّةِ مِثْلَ iiشَمْس
*              *              ii*
خَـبَـا الـنِّبْرَاسُ فانتَبِهُوا iiلأَمْرٍ
ورَاعَ الـعـالَـمِـينَ دُجًى iiمُقِيمٌ
فَـمَـنْ  لـلـنُّورِ يَنْشُرُهُ iiسِوَاكُمْ
أَرَى  الـدُّنْـيَـا تُـنَادِيكُمْ iiفَهُبُّوا
شَـجَاهَا العدلُ جَفَّ فصارَ iiمَحْلاً
حَـبـيـبَ اللهِ لو عَلِمُوا iiلَجَاءُوا















































وبُـرْئِـيَ  مـا سَقِمْتِ هُوَ العَنَاءُ
ورُوحُـكِ لـيـسَ بَـيْنَهُمَا iiهَوَاءُ
مَـشَـيْتِ أَسيرُ يَغْمُرُنِي الوَفَاءُ ii1
وصَـانَ فُـؤَادِيَ الـكَلِفَ الرَّجَاءُ
شُـعُـورِيَ  ، والنَّوَى للقَلْبِ iiدَاءُ
وأَنْـتِ ومُـهْـجَتِي أَبَدًا iiسَوَاءُ؟!
كَـمُـنْـتَـحِـبٍ وأَنْتِ لَهُ وِقَاءُ؟
إِلَـيَّ بِـمُـهْـجَـةٍ ولَـكِ iiالفِدَاءُ
بِـطَـيْـفٍ مِـنْـكِ مُجْمَلُهُ iiبَهَاءُ
إلـى أن يَـشْـفِـيَ القَلْبَ iiاللِّقَاءُ
*              *              ii*
سَـبَـاهُ  الـحُـزْنُ فَهْوَ بِهِ iiهَبَاءُ
فـيُـصـبِـحُ  لا يَطيبُ لَهُ iiبَقَاءُ
وإن كـانـت تَفِيضُ بها iiالسَّمَاءُ!
وكـيـفَ بِجُنْحِ لَيْلٍ يُسْتَضَاءُ؟ ii2
مِـنَ الْـمِـنْـهَاجِ عَمَّ بِهِ الضِّياء
حَـيَـاتِـيَ  ظُـلْمَةً وعَفَا iiالسَّنَاءُ
بِـقَـلْـبِـيَ غُـرْبَةٌ مِمَّا iiأَشَاءُ؟!
ويَـخْْشَى النَّاسُ أَنْ يَثِبَ iiالضِّيَاءُ!
تَـعَـقَّـبَهَا  الهَوَى فهَوَى iiالإِباءُ
فَـأَضْـحَـتْ  لا يُـدَثِّرُهَا iiرِدَاءُ
ونـاسٍ سُـذَّجٍ بـالـخِزْيِ iiبَاءُوا
سِـوَاهُ،  فـضَـاعَ بَـيْنَهُمُ iiالنَّقَاءُ
ومـا  فـي ظِـلِّـهـا أبَدًا iiغَنَاءُ
أَيَـادِيـهِـمْ ، ويُغْرِيهَا الخَنَاء! ii3
رَأَيْـتُ الـظُّـلْـمَ فَـارَقَهُ iiالبَقَاءُ
وجِـئْـنَـا خَـيْـرَ مَنْ مِنَّا يُجاءُ
فـفَـاضَ  الـنُّورُ ليس له انتِهَاءُ
عَـنِ الـدُّنْيَا، وما يُجْدِي iiاخْتِبَاءُ؟
*              *              ii*
أَتَـيْـتُـكَ فـاستَجَابَ لِيَ iiالهنَاءُ
ولـيـس  بـدونِكُمْ يُرْجَى iiصَفَاءُ
حَـبِـيـبًـا أرتَـضِيهِ فلا iiأُساءُ
بِـعـلّـتِـهِ فـمَـدْحُـكُمُ iiالدَّوَاءُ
فـأنـتَ لَـهُـمْ ولِي دَوْمًا iiرَجَاءُ
إلـيـكَ  فـأنـتَ واللهِ iiالـشّفَاءُ
تَـجـلَّـى  مـا لـه أبـدًا iiفناءُ
ورِيِّ  هُـدًى بـه اسْتَشْفَى iiظِمَاءُ
وأَنـتَ  الـخَـيْرُ فَاضَ به رُوَاءُ
صُـدُورًا شَـانَـهَـا بالأمسِ iiدَاءُ
ٍ  مِـنَ الرَّحَمَاتِ زَانَ بها iiالفَضَاءُ
*              *              ii*
دَنَـا  فَـمَـحَا بهِ الصُّبْحَ iiالمساءُ
كـأنَّ  الأرضَ طَـوَّقَـهَـا iiبَلاَءُ
ومَـنْ لـلـعَـدْلِ هَـدَّدَهُ iiعَـفَاءُ
فـإنَّ  الأرضَ زلـزَلَـها iiالنِّدَاءُ!
وأنـتُـمْ أُمَّـةَ الـمُـخـتارِ iiمَاءُ
إلـيـكَ  فـفَـازَ مَـنْ للهِ iiفَاءُوا

              

اللغة

 1)  اَلْكَلَفُ حسب الإمام الثعالبي في فقه اللغة هو المرتبة الثالثة من مراتب الحب و تَفصِيلِه، وكَلِفَ بالشيءِ إذا أُولِعَ به، كقول ابن الفارض في بعض شعره: إنْ زَارَ يَوْمًا يَا حَشَايَ تَقَطَّعِي كَلَفاً بِهِ أَوْ سَارَ يَا عَيْنُ اذْرِفِي

 2)  خَبَا أي انطَفَأ، كقول ابن سهل الأندلسي رحمه الله:

 3)  أَصْبَحْتَ كَالشَّمْعَةِ لَمَّا خَبَا مِنْهَا الضِّيَاءُ اسْوَدَّ فِيهَا الذُّبَالُ

 4)  والنِّبراسُ هو المصباح، يقول أبو تمام : فَاللَّهُ قَدْ ضَرَبَ الْأَقَلَّ لِنُورِهِ مَثَلاً مِنَ الْمِشْكَاةْ وَ النِّبْرَاسِ

3 اَلْخَنَاء : الفُحْش، من شعر يوسف النبهاني رحمه الله:

 سَجِيِّتُهُمْ فِعْلُ الْخَنَاءِ وَدِينُهُمْ كَأَنْفُسِِهِمْ خُبْثاً حَوَى الْعَارَ وَالعُرَّا