كفى بغداد
كفى بغداد
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]كـفـى بـغداد سكب دم
كـفـى نيرانك التهمت
و تمْرُ الأمْس ما نضُجت
و هـذي الغيْمُ ما حَمَلت
و هـذا الـنهْر فيك جَفا
و يغرس في الثرى قوماً
و قـومٌ بـعـدَهُـم قومُ
و نحمل في الوغى زهراً
و نـار الـكفر قد باتت
مَجُوسُ الأمس أضرمها
و هـذا الـيوم أيقضها
و أعلن في الوغى فرِّقْ
و ربّـك قـال مُـمتدحاً
فـكـونـوا شامة الدنيا
فـأنـتـم سـادة فـيها
فـحاد الناس و انتسبوا
و نـار يا ربّ قد عبدَت
و مـا ضَـني بمُخمِدِها
فـدونـك طـولُ نهْرَيَّ
و دونـك عِرض مُسلمة
فـلا سـيـفٌ لِمعتصم ٍ
و مـعـتـصمٌ أشدّ ُ بلا
و سِـجـنكَ يا أبا الغرَبَا
فـمـا هَـبـتْ لِغرْبَتِنا
و لـكـنّ الورى شجبوا
فـلا عجبٌ و قد نصبوا
سِـوى الإيـمان في جلد
و لا عجب و قد نكصوا
فـحِـلـف القوم منفرط
و حِـلـف القوم غربهمُ
نـقـبِّـلُ عـنـد بيتِهمُ
وَزيـرَة وزر ِ من عبدوا
و "جـرْجٌ" آمِـرُ الأمَرَا
إذا مـا اسـتوسط الكبَرا
إذا مـا جـاء خـيمتنا
و سـيفَ عروبةٍ غمَدوا
و فِـنـجان من القهوى
ألا فارْضَ و لا تغضب
و لا تـهـجـر مساكنِنا
فداك البيت في الأقصى
و لـوْمٌ في الجَوا أقسى
و لا تـفـزع لـنهضتنا
فـمـا سـهرت لِعِزّتنا
و لا تـفـزع لـقوْمَتِنا
و لا تـجـزع لـمُؤتمر
و قـبـل زواجنا كتبوا
و بـعد مخاضنا وجدوا
فـهـذه كـل قِـصـتنا
و هـذه دار نـدوتـنـا
فـلا تـعـبـأ ْ لسُبْحَتِنا
و لا تـنـظـر لشارعنا
و لا تـسـمع لشاعرنا
و لا تـسـمـع لـفِتيَتِنا
و إن سـاءت طـبائعنا
و نـقـلِـعُ ساع أوبتنا
نـزيد الضيف من كرم ٍ
فـذي بـغـداد شـاهدة
لِـصَـاح العِشْق سَابيَة ٌ
و ذي الـعـربان عالتنا
عـنـان الـغـيم ناسيةكـفـى أخـتاه و التحم
مـروج الـنخل في نهم
و كـيْـفَ لها مِن العدَم
سـوى سَيْل ٍ مِنَ العَرم
يَـصُـب الماء مِلء دم
لـيَـنـعَمَ غاصبُ النعَم
و فخر العُرْب في الكرم
و لا تـسـأل عن السَّلم
عـبـيرَ البيت مِن قدَم
إلـهـا يَـهْـدي للحُطم
و ألـهَـمَ كـلَّ مُـلتهم
فـسَـادَ و دَاسَ بـالقدَم
و كـنـتـمْ أفضل الأمَم
و سـودوا الناس بالشِّيَم
و أهـل الحُكم و الحِكم
لِـكِـسْـرى كاسِر الذِمَم
و إن ذكـروك في العلم
سـوى العدنان ذي الكرم
و دمْـعٌ فـاض مِن وَرَم
تـنـادي سيفَ مُعتصم
و إنـمـا دَرَّةُ الـخـدَم
و غـدرُهُ زاد فـي الألم
أفـاض الـكأس بالتخَم
و لـم يُسمَع صَدى الهمَم
كـبـيـر الذنب كاللمم
سُـجـونـا دونما التهَم
بـنـور بـعـدما الظلم
عـلى الأعقاب في القسم
و لا قـسـم لـمُـنقسم
يـداً بـيـدٍ فـمـاً بفم
سَـوادًا فـيـه مـنسجم
خـوار العِجل و الصنم
وراعـي النوق و الغنم
غـدا العملاقَ في القزم
مـضى الفرسان كالحشم
لـيضرب فارسُ العجم
لـسـاقي القوم من حِمم
فـداك الـروح و ابتسم
فِـداك الـبـيت فاستلِم
فـداك البيت في الحَرَم
فـداك الـروح لا تـلم
إذا مـا الـعـين لم تنم
و إنـمـا خـيفة َ الحلم
إذا مـا قـمـنـا للقِمَم
أتـى فـي البدء مُختتم
طـلاقَـاً بـعد مُختصَم
جـنـيناً مات في الرحم
و عـنـد الـجمع ننقسم
و عـادٌ نـحنُ مِن إرَم
و هـذا الـثـغر مُنكَتِم
إذا مـا اعـوجَّ يـستقم
فـعـيب القوم في الكلِم
سـديـد القول في الهرم
سـنـعـلـن توبة الندم
و نـعـلـن عزْمَ مُعْتزم
و نرْدي الشعب في النقمِ
و ذي فـلـوجَـة ُ القِيَم
و شـرّ ُ الـنـاس يَغتنم
رعـاء الـشـاء تقتحم
عـراق الـمـجد تنهدم