إلى صفوة الإحساء

إلى صفوة الإحساء

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

      في يوم الأربعاء 28 من جمادى الأولى 1412هـ ـ 4 ديسمبر 1991م توجهنا إلى "الأحساء" في رحلة جمعت أعضاء هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد، واستقبلنا الأستاذ "حمد الدعيج وأخوانه" من الخبراء استقبال الأخوة والمحبة والكرم، فكانت هذه الأبيات التي نظمتها ونحن في الحافلة ننتقل بين معالم الأحساء ومغانيها، نظمتها بين صرخات الدكتور المشوخي، ومعاكسات الدكتور حامد القنيبي.. وأنا أقدمها كما هي.. لم أتدخل بالتنقيح فيها إلا في مواضع قليلة جدًّا.

لـولا  "الـقنِيبِي" شاغلاً ومُعاكسًا
بـنـكـاتِهِ وضجيجِهِ الحلْوِ الذي
لـوفـيـتُها  مائةً يفيضُ iiبهاؤُها
لـكـنـه جـهْـدُ المُقلِّ iiبساحِكمْ
إنـا  لـنـشـكركم من iiالأعماقِ
"حـمـدَ الدعيج" وصفوةً iiمبرورةً
أحـببتُ  "ريَّكُم" وحتى ii"صرفَكمْ"
ولأجـله  أزْريْتُ بالصرفِ iiالذي
شتانَ ما صرفٌ جرى يحْيى المواَ
هـذا يـنـظَـمـهُ خبيرٌ iiضالعٌ
ولـريـكـم "رَيَّـا" يفيضُ iiمحبةً
وتـمـوركـمْ  كـقلوبِكمْ وضاءةٌ
"حـمدُ الدعيجُ" يقول "هاكَ حليَبَنا"
هـذا  كما الذهبِ الخِلاصِ iiبَرِيقُهُ
ودجـاجـكمْ  وخرافكمْ iiوسِماطكمْ
إني  لأشهد بعثَ "حاتمِ" في iiالندى
قد  جئتكمْ ضيفًا فصرتُ iiمُضيفَكمْ
هـل  هـذه الإحساءُ أم ذي iiجنةٌ
فـهـنا النخيلُ يميسُ في iiخُيَلائِه
مـا  كـان نخلا بل عَذارى بُكَّرًا
قـد  كدتُ من شغفي أعانقُ iiقدَّها
وأذوبَ فـي سَـعَفاتِها من iiلهفتي
فـإذا حـيـاتـي نهرُ حبِّ iiدافقٍ
وأغيبُ  في دنيا المحاسنِ والهوى
يـا "صـفوةَ الإحساءِ" ألفَ iiتحيةٍ
مـرَّتُ سُـويْـعاتِي كلمحةِ iiبارقٍ
وسـويـعـةٌ  فـي عزةٍ iiوهناءةٍ
يـا "صفوةَ الأحساءِ" مِن iiخبرائِها
طـوقـتـمونا بالمحبةِ iiوالرضى
حـتى  عشقنا الأسْرَ في iiساحاتِكمْ
عـشـتـمُ كـرامًا باذخين iiأعزةً
وأكـرر  الـشكرَ الجزيلَ iiمودعًا































حَـرَمَ الـيـراعـةَ فتنةَ iiالإيناق
يـعـلـو عـلى إبداعِيَ iiالخلاقِ
عـطـريـةَ  النجَوَاتِ iiوالأعْباقِ
بـيـن الـكرام وطيّبي iiالأعراق
يـا إخـوةً فـي القلبِ iiوالأحداق
أنـعِـمْ  بـخـبرتهمْ iiوبالأخلاق
أحـبـبـتُـه كـمـحبةِ iiالعشاق
كـالـنـحـوِ  عايشناهما iiبخِناق
تَ وصـرفُ قاعدةٍ على الأوراق
أمـا الأخـيـرُ فـصنعََةُ الورَّاق
فـي  فـتـنـةٍ وضاءةِ الإشراق
طـبَّ  القلوب غدَتْ ورُقيةَ iiراقِ
فـوجـدتُـه  كالتمرِ طِيبَ iiمذاقِ
أمـا الـحـلـيبُ فكالسَّنَا iiالبراق
قـد غُـصَّ بـالألوانِ iiوالأطباق
مـن فـيض أيديكمْ وفي iiالإغْداق
هـذا  هـو الـكرمُ النبيلُ iiالباقي
نـشـوى  بفيضِ المنعِم iiالخلَّاقِ؟
مـتـمـايلََ  الأطرافِ iiوالأعناق
حَـلَّـتْ ولم تَحْرُمْ على iiالمشتاق
لأهـيـمََ  فـي جوّ من iiالأشواق
فـتـجـيـبـني  بتحيةٍ iiوعناق
وإذا  الـشـبابُ يفيضُ في آفاقي
مـا أمتَعَ الإغراقَ في iiالإغراقِ!!
تُـزْري  بـمـالٍ هـائلٍ وعِتاق
مـا بـيـنَ أصحابِ هنا iiورفاقِ
بـالـعـمـرِ  والأملاكِ iiوالآفاقِ
مِـن كـل شـهـمٍ لـلعلا iiسبّاق
وأسـرتـمـونـا  بالندى iiالغَدَّاق
أنـعـمْ بـهـذا الأسرِ والأطواقِ
فـي  خـيرِ عيش مونقٍ iiوخَلاق
لـكـنّ إلـى أمـلٍ بطيبِ iiتلاق

              

3 ـ الأعباق: جمع عبق وهو الرائحة الطيبة.

7 ـ الري والصرف هنا منسوب للماء.

11 ـ "الريا" الرائحة الطيبة.

12 ـ الراقي: من يستخدم "الرقية" للاستشفاء وهي أدعية طيبة مأثورة.

14 ـ الخِلاص: النقي الخالص.

15 ـ السماط: المائدة.

16 ـ العتاق: كرام الخيل.

29 ـ الغداق: الكثير. الفياض.

30 ـ الخلاق: الحظ والنصيب.