رقصٌ شرقيٌّ شريف

(كُتبت في أحداث الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006)

أريج محمود رشيد

wardat_al_7ayat@hotmail.com

لبنانُ..

و القلبُ اكتوى بجراحه..

من ذا الذي يجلو الجراحَ عن الجَـــنان؟!

لبنانُ عذرا..فالذي..

يشكو إليك..

من الجراحِ..من الهوانِ…

مُهـــــان!!

لبنانُ..

والطفلُ ارتمى بدمائه..

يحكي بكلِّ الصمتِ.. ألفَ بيان!!

يهدي إليكِ ثيابَهُ الحمراءَ فخراً..

و يضيعُ..

(شيئاً) في غثاءِ رُكــــام!!

شيئاً تسميه العروبةُ بــ (الرفـــاتِ)

أو بقايا..

من لظى الإنسان!

..

طأطأتُ رأسيَ يا قصيدةُ فاسمعي..

آهاتيَ الثكلى.. و نزفَ كيانْ !

إني أتيهُ بذي العوالمِ لا أرى..

سوى رقصاً على خصرِ الهوان!

إني أرى هزاً "شريفاً" لقّبـــوه..

يا ليتهم هزوا البنادقَ في العَنان..!

إني أرى سَبْقاً على نغمٍ و لحنٍ..

فذا و ذاكَ.. الرقصَ يقتسمان..

يا ليتهم سمعوا دويَّ جراحِنا..

و قصفاً بات ينتزعُ الكيان!

أوما رأوا كم صار يبكي موطني..

أوما استفاقوا من هوى الشيطان؟!

..

أبعيدةٌ لبنانُ عن أرض العربْ؟!

أوما قضوا فيها (اصطيافاً في اللعبْ)؟!

أوما استفاءوا تحت ظلِّ خمائلٍ..

فيها و أنهارٍ كأصفى من ذهبْ؟!

أوما انتشى أطفالُهم بغديرِها..

أوما قضوا في كرمِها كلَّ الشغبْ؟!

يا أيها الشعبُ الذي تهوى الطبيعةَ..

مغرماً فيها لقد باتَتْ حطبْ!!

يا أيها العربيُّ .. من تهوى الدنى ..

رغداً.. لبنانُ تغرقُ في اللهبْ!!

..

لبنانُ.. بنتُ عراقنا التي اغتصبَتْ..

لبنانُ .. أختُ فلسطينَ التي نُهِبَتْ..

لبنانُ.. يا قومي (فتاةٌ) فَقَدَتْ..

عذريةَ العرب.. التي انتُهِكتْ..!

..

يا (غيرةً) نامتْ بأنفسكم..

يا (عزةً) ضاعتْ بمرقدكم..

يا (خيبةً) صارتْ تظللكم..

يا (عِشرةً) باعَتْ ضمائرُكم..

..

.

لبنانُ لا تبكِ العروبةَ إنها..

منذُ القديمِ هَوَتْ إلى الأوحالِ..

لبنانُ كم عشتِ الحروبَ قويةً..

فتصبّري.. هذا طريقُ نضالِ..

لبنانُ.. يا سحرَ البلادِ تحيةً..

لجمالك المُدميِّ في الأوصالِ..

قد شوهوا كلَّ المفاتنِ و انتقوا..

أرقى المدافعِ لاغتيالِ صباكِ..

قد خططوا .. قد فكروا.. قد دبروا..

قد أفسدوا حتى الهوا برُباكِ..

قد أعلنوا حرباً و إنّا في الوغى ..

واللهِ يا لبنانُ نحنُ فداكِ..

إن الذي رفعَ السماءَ لقادرٌ..

أن يخسفَ الأوغادَ تحت ثراكِ..

هو مُمهلٌ لا مهمِلٌ فتصبّري..

هو خالقُ الأكوانِ لن ينساكِ..

هو أولٌ هو آخرٌ هو عادلٌ..

لا تيأسي لبنانُ من مولاكِ..

هو مبصرٌ بالضعفِ فينا عالِمٌ..

بصراخِ طفلٍ.. باستعارِ سماكِ..

إن تشتكي لبنانُ من خذلاننا..

فاللهُ يسمعُ في الورى شكواكِ..

قد تغضبُ الأقلامُ عند قصيدِنا..

لكنها لن تستردَّ حماكِ..

قد تُشعلُ الكلماتُ كلَّ حريقِها..

عبثاً تحاولُ أن تكفَّ عِــداكِ!

عذرا فما لي في السلاحِ وسيلةٌ..

عذراً.. فحبري ذاك كلُّ حِراكِ..!

فلتهنئي لبنانُ بالشعبِ الذي..

باعَ الحياة َليستعيدَ هواكِ..

و لتُغمضي عيناً عن الأممِ التي..

قد غضّت العيْنين عن رؤياكِ!!