رسالة شوق إلى المحبوب

رسالة شوق إلى المحبوب

حسن الأمراني

هل يسعف الرّوحَ ما يوحي به الأملُ

أم يدركُ النّفْسَ دون المبتغى الأجلُ؟

وبي من الشّوق ما لو شامه جبلٌ

لانْهدّ ممّا يلاقي في الهوى الجبلُ

إنّي لأفْتح عيني حن أفْتَحها

فلا أرى غير ركْبٍ راح يرْتحِلُ

وليْسَ عنْدي جناحٌ كيْ يُبَلِّغني

دار الحبيبِ، وظهْري ليْسَ يحْتملُ

آهٍ من الدَّمْع محبوساً له حَدَقٌ

شَحّتْ عيوني، وماءُ القلبِ منْهملُ

يا منْ غدا من بحار النّور يغْتسِلُ

وقلبهُ  حول بيت اللهِ يبْتهلُ

خذني فإنّ جناح الشّوق مركبةٌ

تهْدي الحيارى إذا ما قلّت الحِيلُ

بلِّغْ سلامي إلى المحْبوبِ إنّ دمي

قدْ باتَ منْ وقْدة الأشْواقِ يشْتَعلُ

لا يقبل اللهُ غير الحبِّ من سببٍ

إلى النّعيم، ولو أفتاك من سُئلوا

هل غير حبّ رسول الله يمْنحُني

نوراً إذا اشتبهت في مقلتي السُّبلُ؟

عذراً حبيبي، رسولَ اللهِ، قدْ عظمتْ

كفّ المكارهِ، والأرزاء تتّصلُ

وعابدُ السّأمريِّ اليوْمً يمْنَعُني

هلْ يمْنعُ الرّوحَ مِمّا يمْنحُ الأمَلُ ؟

فاضتْ فأفضَتْ بمكْنونٍ يُسربلني

يا صاحبَ السِّجْن لا خوفٌ ولا وجَلُ

يا صاحبَ السّجْنِ لا تحْزنْ بما صنعوا

فإنّ موْعِدنا صبْحٌ لهُ أجَلُ

وقُبْلة الشّمْسِ لم تخلْلفْ لقانتةٍ

وعْداً، ولنْ يُخْلفَ المحْبوبُ من أملوا

أسماءُ خلف حجاب الغيب ناطقةٌ

فكيف جفن أبيها اليوم يكتحلُ؟

وصوْتُها جاء مثل السَّيْل منهمرا

يرثي القتيلَ، ويكوي جنب من قتلوا

إليكَ ربّي عجلْنا نبْغِ كأسَ رضا

صنْع الكليمِ، وثوب الفضْلِ مشتملُ

فامنُنْ علينا، وسيف الظّلْم منكسرٌ

مهما تمادى، وراح الليْل ينسدلُ

وليس بعْد ظلامِ اللَّيْلِ غيْر يدٍ

ممدودةٍ بالسّنا العُلْويِّ تحْتفِلُ

حسن الأمراني، الشارقة،  4 رمضان من عام 1425(2يوليو2014)