سكارى !

نحن ، في الدنيا ، سُكارى في هواها نَتبارى

نَكرع الخمرةَ ، كيْ نَجنيَ ربحاً ، أو خَسارا

ولكلٍّ خمرةٌ ، تسْليه .. أو تصْليه نارا

 *

فخُمور الكرْم تَسقينا خُماراً ، أو سُعارا

أو ضَياعاً ، أو بواراً ، أو ضَلالاً ، أو تبارا

ولقد نسكر حتّى ، يصبحَ الفأر حِمارا

كلما دارت ، بنا ، الأقداح ، زادتنا دوارا

 *

وخُمور الروح ، تُهدينا ضياءً .. أو منارا

فنَرى ، في ظلمة الليل - إذا اشتدّ - نهارا

تَحتسي ، في السرّ، أسراراً ، نُجافيها جِهارا

نَبتَني ، في الحَمَأ المسنون ، للروح ، ديارا

وسوم: العدد 626