مواطن نموذجي

يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي

هـذا الصفَـدْ .

ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .

ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ

ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .

كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا

فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ

فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً

بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !

مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى

مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى

في بلَـدٍ أغفـو

وأصحـو في بلَـدْ !

لا عِلـمَ لـي

وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ

فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ

ضيّعـتُ الرّشـَدْ

وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -

بِلا عُقـدْ :

أُذْنـايَ وَقْـرٌ

وَفَمـي صَمـتٌ

وعينـايَ رَمَـدْ

**

من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً

وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :

ماتَ لا أحَـدْ !”

وسوم: العدد 630