ولّى أنينُكِ , يا رجائي ، والألم

ولّى أنينُكِ , يا رجائي , والألم

فسِجلُّ صبرِكِ , يا رجاءُ ، قد اكتمل

قد جاء وفدُ الحورِ والملكِ الكريم

هيّا , رجاءُ , فإنّ ربَّكِ قد دعاكِ على عجل

هيّا , فإنّ مُقامَكِ الجنّاتُ والفردوسُ والظِّلُّ الظّليل

هيّا, رجاءُ , فقد صبرتِ على البلاءِ كصبر أيّوبٍ على ضرٍّ رحل

هيّا , رجاءُ , فحان أن تلقَيْ جزاءَ الصّابرينَ المؤمنين

هيّا فبابُ الصّبرِ للجنّاتِ منتظِرٌ عبورَ الصّابرين

هيّا , رجاءُ , ستلبسين الحُلّةَ الخضراءَ حيكتْ من حرير

هيّا , رجاءُ , ستشربين كؤوسَ كوثرِ جنّةٍ فيحاءَ من يد المختار والحِبِّ الأمين

فهو المحمّدُ , يا رجاءُ , وشافعٌ للمؤمنين

هيّا , رجاءُ , فإنّ ربّكِ قد أحبّكِ إذ أعدّ لك المَقيل

فلتهنئي , أحبيبتي , بمُقامِك العالي الكريم

ولتشفعي لي ولأولادٍ لنا في الصّالحين

أحبيبتي , إنّي تجرّعتُ الأسى بفراقكِ المرِّ المرير

ولقد تركتِ أحبّةً هم يفتدونكِ بالثّمين

لكنّ ربّي قد قضى بالحقِّ إذ حان الرّحيل

أحبيبتي, كيف الحياةُ, فقد حرمْتُ شذاكٍ والنّفَسَ العليل

انّى نظرتُ ببيتنا فخيالُ زوجتيَ الحبيب

إنّي أشمُّ عبيرَ أثوابٍ تُنَبّئُ عن رياض الصّالحين

وأُديرُ دولابَ الزّمانِ مترجماً فرَحَ السّنين

عد , يا زمانُ إلى رياض حبيبتي , واجمع لنا الثّمراتِ من عهدٍ جميل

فهي الثّمارُ تُقيتُني حتّى يحينَ ليَ الرّحيل

فهناك - إن شاء الإلهُ – سنلتقي في دار عدنٍ

لا فراقَ ولا شرورَ ولا أنين

 وإلى اللقاءِ , حبيبتي , إن شاء ربُّ العالمين

 زوجك ورفيق دربك في السرّاء والضّرّاء , الدّاعي لكِ ولوالدينا وذوي رحمنا وللمؤمنين والمؤمنات , بالرّحمة والمغفرة وجنّات النّعيم مع النّبيين والصّدّيقين والشّهداءِ وحسُن أؤّلئك رفيقا ,

والحمد لله ربّ العالمين , والصّلاة والسّلام على سيّد الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه والتّابعين لهم بإحسان ٍ إلى يوم الدّين !!

وسوم: العدد 655