همسات القمر76

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*ويهزّني شوقي ويأخذني الحنين

والقارب المثقوب يغرقني

فلا صوت سوى صوت الأنين

قلبي برعشته تمادى

في سحيق البحر يحكي قصة الحزن الدفين

لا الطوق يسعفه ولا حبل النجاة ولا السفين

فمتى يرى الفجر الذي

في ثغره زاد الحياة

يقبّل القلب الحزين

*مهما استبدّت في حنايا القلب أنواء تمادت

مهما تعثّرت الخُطا .. مهما دروب الأرض مادت

مهما تعربشت الهمومْ.. مهما جفون العين جادت

الروح من حلم الأماني .. قلعة الأفراح شادت

*أمد يدي

وأتلو نشيد الصباح ضياء

ينير الفؤاد

يناجي معي

إلهي فهب 

من لدنك الرضا

بروح النقاء

وقلب يعي

*أحب الحرف إن الحرف لي زادي ولي سكني

هو النبع الذي يروي بغيث طيب الهتَن

فكن يا حرف لي آس، تداوي علة المحن

وكن لمشاعري حضنا تزيل مرارة الشجن

*كم من حديث النفس أسجن داخلي

أكسوه ثوب الزهد والتقتير

كم من مقال ثائر أسكتّه 

بالصوم والتجويع والتخدير

*بعض الحديث مغارم

وفي حديث النفس مني بعض فكرة

تجتاحني مثل التخاريف التي

تهذي بجنح الليل تزفر حرفها

وكأنها نار تقاد بألف جمرة

في حضن وجداني تلاقي موطنا

يحنو عليها إنما

من نارها يغدو شتاتا هائما

يا ليته قد كان صخرة!

*جف المداد ولم تسعفني أحبار

طال السهاد وملء القلب أشعار

كيف السبيل إلى حرف وأغنية

والنفس يسكنها غيم وأمطار!

*وكأني ولعلي ولعل السعد يدنو

ليت يحلو ليت يرنو

ليت يصفو ليت يحنو

بجميل اللحظ إني

أرتجي رشف نداه

أرتدي ثوب سناه

يُطرب الأكوانَ لحنُ

*هي الأيام مثقلة تنوء

تدبّ وخطوها يمشي وئيدا

أتمطرنا رهيف الغيث تحنو

على قلب غدا وجِلا شريدا

وسوم: العدد 670