همسات القمر 97

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* وإن الحرف من جزَع .. يناظرنا ويبكينا

وإن الحرف مرّ اللوم .. بالتقصير يرمينا

ألا يا حرف لا تعتب .. مصائب أمتي فينا

لجمرٌ تحرق الأنفاس من حرّ وتكوينا

فما قلم يطاوعنا ولا نظم يواتينا 

ولا نرقى لوصف الحال هذا الحال يدمينا

* وحدي وصوت نوارس تعلو على

أمواج قلب بالسراب تعلقَ

وحدي أصب الماء علّ جماره

تغدو رمادا إذ لظاه تدفقا 

يا نافخا في النار دونك موقدي

ما ضرّ حشد النار في قلب الشقا

* رحماك ربي إن قلبي يشتكي

بالصمت بالآهات بالتنهيد 

متجندل بين الحروف وما درى

أيّ الكلام أحقّ بالتجريد

في وجه آلام تركن كيانه

متبعثرا بين الورى كطريد

رحماك أضنته الصروف وما له

إلاك ينهي غربة التشريد

* بالصمت الملكوم أنادي

يا قبح فعالك جلادي

طرقات الغدر على قلبي 

والسوط وزرْد الأصفاد

ستصوغ حكاية أحلامي

وتكون بشارة ميلادي

* هي الآلام تخبرنا بأنّا

نكابد حرّها أنّى ارتحلنا

فما غيم يظللنا ولكن

يشبّ الجمر في قلب تعنّى

* قمر يغيب وأنجم تبكي على

ظلم الأحبة ما دهاك أيا قمر؟!

أوما علمت بأن قلبي ظامئ

ورواؤه من فيض نورك إذ عبر!

أسلمته للنار تكوي مهجة

وغضضت طرف العين عن جمر الكدر!

* وأين الناي أجعله وعاء

لنفث الحزن جياشّ بصدري

وأين اللحن يمسح عن فؤادي

ركام القهر يدفعني لصبر

*نسيم الصبح هل جانبت قلبي 

وهل أخطأت عنواني ودربي ؟

أما عوّدتني قبلات سعد

يذوب القلب من دفقات حب 

لماذا للجفاء تركت روحي

وقربك بلسم لفؤاد صبّ؟!

وسوم: العدد 684