محكمة الإرهاب

عُقِدَتْ مَحكمةُ الإرهابْ 

هي محكمةٌ فيها قاضٍ، خصْمٌ راضٍ حُكْمٌ ماضٍ بالإكراهْ، 

لا تملكُ رَدًّا لرُؤاهْ

من مجلسِ أمْنٍ وسواهْ

فيها الحاجبُ والبوَّابْ

وملايينُ من الأذناب

ْقالوا: الجلسةُ للإرهاب

ْوهو فظيعٌ وهو شنيعٌ وهو مُريعٌ للأقطاب

ْفي المَحكمةِ صَدرَ الحُكْم

ُعالمُنا بالعُنْفِ مُصابْ

جاء من العرَبِ الأغرابْ

هم أصْلًا نبْعُ الإرهابْ

وعلـيـنا مَحْوُ الإرهاب

ْضحك الحاكمُ، قال: أصَبْتُمْ

عـنـدي قد ملأ الأكوابْ

وصلَ إلى حَدِّ الإطنابْ

هو مُختبئٌ بين الغُرَفِ... بَيْنَ الصُّحُفِ...

فوق الأسْقُفِ، فوق الأرْفُفِ، بَيْنَ الأحْرُفِ،

ضِمْنَ كتاب

ْشعـبي يَسْكنُهُ الإرهاب

ْمُدُني يَحْكُمُها الإرْهابْ

وطني يـأكـله الإرْهاب

ْبَلدي يـنْخُـرُهُ الإرْهابْ

وأنا أتصدَّى لـلإرْهاب

ْفأعـيـنوني يا أصحابْ...حَشدَ الـعـالـمُ كلَّ قـواهْ

واحتلُّوا وطني وَسَماهْ

وأنا لا أدري مَعْناهْ... من ذا أعطاهُ مُسمَّاهْ؟

أو ماذا يعني مَغزاهْ؟

 وإلامَ سَيُفضي مَرْماهْ؟

زادوا الأعمى فيه عَماهْ

لكنَّ الإعلامَ يُصوِّر

ْينقلُ أخبارًا ويُحَرِّرْ

ما في الحَمْلةِ غيْرُ خرابٍ... غيرُ دمارْ

غير فَناءٍ... غيرُ حريقٍ... غيرُ سُعارْ

أطفالٌ تحتَ الأحجارْ... 

لم يجدوا يومًا إنكارْ

ودماءٌ تجري كالأنهارْ

وبحارٌ تبتلعُ الغرقى ليْلَ نهارْ

ومشافٍ حالت أنقاضًا.وجرائمُ هتكتْ أعْراضا

وقـذائـف أردت طلَّابا.... وجحـيـمٌ شـرَّد أحْـبـابـا

ونساءٌ وشيوخٌ قُتِلوا

وعويلٌ وصُراخٌ يصِل

ُوحصارٌ قاسٍ مُتَّصِل

ُ لضعافٍ أكلوا لحْمَ كلابْ... أكلوا الأعشابْ... 

والأرضُ يَبابْ

والعالم يسَّاقى الأنْخاب

ْمُدُنٌ، قالوا يخرج منها: مَن ناغاها... مَن يَهْواها... بدماء الأحْرار سقاها... 

مَن ضمَّخ بالعطرِ ثراها... مَن عانق بالطَّرف سَماها...مَن أوْرى في الحُبِّ رُؤاها...

وبهذا هُزِمَ الإرهاب

ْوسيأتي ناس أغرابْ، ليصيروا مُلَّاك الأرض على الأحقابْ...  

الآن فهمنا ما الإرهابْ؟

هو شيخٌ تالٍ للأذكار

ْهو طفلٌ يلعبُ قرْبَ الدَّار

وحرائرُ أنْجَبْنَ الأحرارْ

هو صاحبُ أرضٍ بات يُشرَّدُ في الأمْصار

ْوكتابٌ فيهِ الحرْفُ أنارْ

وأذانٌ يدعو في الأسْحار

ْلعبادةِ رَبٍّ قهَّارْ.

وسوم: العدد 684