حالنا

أحمد بن يحيى البهكلي

الحالُ في الشامِ مثلُ الحالِ في اليمنِ

والموتُ في حَلَبٍ كالموتِ في عَدَنِ

وفي تعزَّ وفي بغدادَ يمرَحُ مَنْ 

لم يعترفْ بسوى الأحقادِ والإحنِ

والقدس خنزيرُ صهيونٍ يدنِّسُها

وغَزَّةُ الصبر تشكو سطوة العَفنِ

وما لنا غيرُ عونِ الله مرتكََنٌ

والله في كل حالٍ خيرُ مرتكَنِ

البغيُ ينداحُ في كل الربوعِ وفي 

حلقي شجا عَبْرةٍ  غبراءَ تخنقني

وبِي على أمتي حزنٌ يزيدُ وبِي 

خوفٌ على وطني المحسودِ يقلقني

ما كان ينأى به في كل نازلةٍ

إلا التمسكُ بالإيمانِ والسننِ

وباصطراط الصراطِ المستقيمِ وقد

مَحَا به اللهُ رانَ الغيّ والوهَنِ

فقل لمن بات يؤذيهِ بشَنْشَنَةٍ

على النقيِّينَ والأطْهارِ: لا تَخُنِ

هذا الثرىٰ رّشَّهُ ربّي برحمته

فأزهرَ الفُلُّ في الصحراءِ والدِّمَنِ

وإنه مهبط الوحي الذي سُعِدَتْ

به الخليقةُ بعد الضيقِ والحزنِ

وإنه القِبْلةُ الغرّاءُ ما انكسَرَتْ 

نفسٌ تلوذُ بها كالطيرِ بالفَنَنِ

شادَ الرسولُ به مجدًا ومنطلقًا

لنشرِ عطرِ الهدى في مَبْلَغِ الزمنِ

وانداحَ فيها سَنَى التوحيدِ مؤتلقًا

حتى غدا الكونُ والإسلامُ في قَرَنِ

ما تُشْرِقُ الشمسُ منه في سوى وطنٍ

أو تَغْرُبُ الشمس منه في سوى وطنِ

ما الدِّينُ إن لم يكُ الإسلامَ؟! ليس له 

ثانٍ، ودينٌ سوى الإسلام لم يَكُنِ

لا دِينَ من دون توحيدِ الإلهِ فَمَا

يقوم دِينٌ على شِرْكٍ ولا وَثَنِ

بالدِّينِ يسمو بنو الإنسان نحو ذُرًى

عَلِِيّةٍ وبدون الدِّينِ في العَطَنِ

وإن أعلى الذُّرى للمسلمين ذُرًى 

فيها الدعاةُ إلى الإيمانِ كالقُنَنِ

طوبى لمن مَخَروا بحرَ الدُّجى حَمَلُوا

غرثى الهدى للهدى في أطهر السفنِ

همُ الذين اصطفَوا بشرى البشير سَرَوْا 

له خِفَافًا بفكرٍ ثاقبٍ فَطِنِ

ما ضَرَّهم ضيمُ خِذْلانٍ وشَنْشَنَةٍ

ولا تخاريفُ من باتوا على دّخَنِ

ولا سَفَاسِفُ أفّاكين، لا سَلِمُوا!

تَنِزُّ أقلامُهم بالزيفِ والنتَنِ

ما أَعْبُدُ الرَّفْضِ والتغريب أبْصَرُ مِنْ

شُوسِ الشريعة  بالدِّينِيِّ والمَدَنِي

شُوسُ الشريعة أَهْلُ السّنّة اشتَمَلوا

بين الورى برداءِ المَسْلَكِ الحَسَنِ

ما ثَمَّ سِرٌّ ولا ِسِرّيَّةٌ فهمو

منائرُ الهَدْيِ هم أيقونة الوطنِ

لأنهم كالمصابيحِ الوِضَاءِ لها 

سَنًى يبدِّدُ أستار الظلامِ سَنِي

وإنهم بَذَروا وعياً ولم يَهِنوا

ولن يهونوا برغم الكيد والمِحَنِ

وسوم: العدد 691