همسات القمر 107

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وكأنني ونسائم الريحان 

صبّ تعلّق في فضاء جنان

يهفو لمحبوب توارى خلسة 

يرجوالسقاء بلهفة الظمآن

ما عاد يبغي غير شربة آسر 

تحيي رميم القلب بالإحسان

*بقرب الأحبة يغدو الفؤاد 

ضياء الصباح ونسماته

فكيف إذا ما تواروا أما 

يذوب يغصّ بزفراته !

تنفّس ريح الغياب غدا 

أسير الشقاء وأنّاته

*يطوف الحرف في قلبي يلبّي 

يذوب تبتلا في دفء روحي

يعود بلا خطايا مثل طفل 

ويسمو بالقصيد بلا جموح

رذاد العطر من حرفي نشيد 

يداوي الآه يذروها جروحي

*وتخذلني مساءاتي

وتصلبني على جُدُر

تمور بها حكاياتي

فلا نجم يسامرني

ولا طير يؤانسني

ولا بدر بملء الشوق

يروي قلبي الصادي

لمن سيطيب إنشادي ؟

*إذا ما رمت طَرْفا من خيال 

أتاني البدر مختالا بهيا 

يبث الشوق في نفسي حروفا

يسائل مهجتي شعرا نديّا 

ألا يا بدر هل تدنو فإني 

بغير سناك لا أرضى صفيّا

إذا ما القلب أضناه انتظار 

رأى في حسنك الداني نجيّا

*وإني كلما أبكي لكرب 

أرى في الكرب تكفير الذنوب

يداوي الران من عتم دهاني 

ويغدو الريح مسكا من طيوب

*لماذا الليل يأخذها تباعا 

حروف البوح مني لا يبالي؟

لماذا يأسر الكلمات كرها 

ويجعل سجنها تحت الرمال؟

ألا من هدنة يا ليل علّي 

أذوق الشهد من حرف الخيال؟

*إذا ما بالضياء غسلت روحي 

غدت روحي كشمس في الأعالي

إذا جابهت عاتية الليالي 

بقلب الحب أو طيب الخلال

سأغدو كالطيور أجوب كونا 

بقلب الحر أعلو لا أبالي

وأجعل مقعدي ما بين نجم 

وبدر رائق يهنا مآلي

وسوم: العدد 692