اشتعل القلبُ صبرا

تعالَ يا عازِفَ الوَتَرِ

تطاوَلَ اللّيلُ على الخائفين

تعالَ امنَح ليلَهُم رَغيفًا

لعلَّ صباحَهُم ياتي بأثر..

***

اشتعَلَ القلبُ صَبرًا

قم بنا يا ليلُ

نختَر نجمة تحلو لروح الصَّبر

علَّ في نَجواكَ تقدامُ السّحَر

***

كم مرّة تحاوِلُ الوقوف؟

تحلُمُ كعادَتِكَ: أن يَصدُقَ الخَبَر

ويورِقُ الحلمُ تماما كالصُّوَر..

أوَ يعذُبُ النّشيد..

حينَ لا يَعودُ في قلبِ الفَضا

نبضٌ يعي معنى الخَطَر

***

كانَ يحرِصُ أن يموت!

هذا ما أعلَنَهُ قاتلي

حينَ رأى ظلّي ..

مُضَرَّجًا بما يُشبِهُ الموت

وكانَ موتي قَد غَبَر

***

عفوَكَ لا تَسَل

-لطفًا بنا يا جُرح-

ما طَعمُ هذا الملح؟

وتوجِع الدّموع.

***

لا وَقتَ للأسى..

سطَّرَها البرقُ على أعتابِنا.. وَمَضى.

يقالُ صارَ نغمَةً تراقِصُ الشَّجَر

يقالُ صارَ رَعشَةَ التُّرابِ والحَجَر

يقالُ صارَ قصةً

يعودُ كلَّ ليلَةٍ

تسامِرُ القَمَر

***

نظَرتُ من نافَذَةِ الصَّدى إلى غَدي

متسلّحا بلهفتي.. وما ملكت يدي

وحينَ الحَّ تساؤُلُ العارِفِ في ظنوني

وصفتُ ما أظُنُّني أرى...

قائِلا أرى :

أسئلة مشتعلة

وردة وقنبلة

فسيلة.. في تربة منفعلة

قصيدة تبحث عن مطلعها

وجُملَةٌ مُستَغفَلَة

وموقِدٌ...

ونبتَتا مُرّار

***

في ساعةٍ لا تُعجِبُ الحقيقة

كالصمتِ في تشرين

نولَدُ في سذاجة الزّغرودة

ونكبُرُ في نغمَة التّرويدة

كسنابِلِ القصيدَة

نكبُرُ قبلَ عُمرِنا

نموتُ حينَ تولَدُ الظُّنون

***

لا تحكِ لي شيئا عن الجنون..

ما شكله ؟ ما أصله؟ ماذا يكون؟

دعكَ..

كالقَتَلَة...  يتشابهون

ليسوأ كالمَطَر.

وسوم: العدد 694