همسات القمر 113

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يفيق الصبح من بعد الموات

ينادي أين هم أهل الحياة؟

لماذا لا أرى فيهم أسودا 

تدب الصوت في وجه العداة

أيأخذهم جناح الليل حينا 

وحينا جُبّ ذلٍ بل ممات

أما لليل فيهم خير فجر 

أما للمجد فيهم من بناة؟!

أما من وثبة تحيي السكارى

تلم الشعث من بعد الشتات

ألا تبت حياة ليس فيها 

أذان القدس أو ماء الفرات

*ألا يا طير بلغهم سلامي

وبعض الصمت يغني عن ملامي

فهذا القلب قد أضناه قيد

وعزّ البوح أعياني كلامي

*لن أعاتب..

وسيبقى في فؤادي

جذوة الصبر تخاطب

بعض إحساسي وروحي

تنثر الزهر ربيعا

فوق هاتيك الخرائب

*وتسألني أيا قلبي ..

فأين غذاء أوردتي ..

وأين الشعر روح الشعر

يشدو اليوم ملحمتي ..

أردّ بصوتي المكبوت

أبدأه بتمتمتي..

وهمس في زوايا الروح

يبدي بعض فلسفتي

أيا قلبي ..

دع الإحساس مخبوءا

بلا هرفي ودندنتي 

فإني في منافي الصمتْ

رفعت اليوم أشرعتي !

*من ذا يدافع عن جياع خبزهم

ملح وماء دون بعض طحين 

تهمي بها العين التي كم قٌرّحت 

تشكو التقلب فوق جمر أنين

يا ويحنا، نملا البطون ونشتكي 

من ذا يمدّ الزاد للمسكين

من ذا يقاسمهم رغيف مواجع 

ويحزّ رأس الظلم بالسكّين

وسوم: العدد 696