عودة المهاجر

قد جئت يا وطن الأمجاد معتذرا

فأرحم فؤادي و دمعا سال و انحدرا

قد جئت أبحث عن أصداء قافية

تعانق الصبح و الانسام و الشجرا

و جئت آبحث عن طفل بذاكرتي

باق هنا يرفض و السفرا

لا زال رغم سني القهر مبتسما

يغازل الشمس في الآفاق و القمرا

و يملؤ الدرب تحنانا و عاطفة

و يزرع الحب يرجو الخير و المطرا

و جئت أبحث في الجدران عن قصص

تحدث الليل عمن غاب أو هجرا

مفتشا في زوايا البيت مرتقبا

صوتا يشق ظلام الليل و السحرا

فأبي هنا كان طول الليل مبتهلا

يدعو الإله و يتلو الآي و السورا

و لمة الصحب و الأنسام غافية

عند المساء ببيت يعشق السمرا

و وشوشات غصون تنتشي طربا

تزهو اذا ما النسيم اعتل او سكرا

يا موطني يا ابتسام الروح في خلدي

و رعشة توقظ الآحلام و الفكرا

يا موئل النور يا اسما يذوبني

شوقا اليه اذا ما قيل او ذكرا

و عبرة الحزن في عينيك تخنقني

و تبعث الهم في جنبي و الكدرا

هذي الشآم عرين العرب قاطبة

و لا كرامة للأعراب ان كسرا

وسوم: العدد 699