البردة

يا ليتنِي طائرٌ في الجوِّ ينطلقُ

يسبَّحُ اللهَ حمداً حيثُ يرتزُقُ

يا ليتني كلما جرّ الصباح خيولُ

الضوءِ ابسطُ كفّي والرجاَ الشبقُ

كأننِّي وجناحَيّ عَلَي دفقٍ

موجٌ وأشرعةٌ والريحُ لا تثقُ

أو نخلةٌ في ضفافِ الحقلِ واقفةٌ

نحو السماءِ تناجيِ اللهَ فالسعفُ

يدا طريدٍ من الدنياَ وليسَ لهُ

غيرُ السماءِ وقلبٌ عاكفُ يَكِفُ

وخلفهُ الموجُ خيلٌ صاهلٌ فرأَي

عصاهُ شقتْ غبارَ الكفرِ فانخسفُوا

كريحِ أوتارِ نايٍ ما لهُ وترٌ

تموسِقُ الكونَ حتي يطلعَ القمرُ

كجوقةٍ والنجومُ الغرُّ مسرحُهَا

تمهدُّ الليلَ للعشاقِ ان حضروُا

كماردٍ وبلاَ مصباحَ يحبسُهُ

ومالهُ حيلةٌ والجنّ قد سدرُواَ

وما أنا غيرُ عبدٍ كان فيِ زللٍ

لما هداهُ إلهُ الكونِ صارَ ولِي

للهِ يرجوهُ عفواً إن عصاهُ ولاَ

يرميِ عصاهُ سوَي نورِ اليقينِ و لِي

كفانِ إحداهمَا بيضاءُ أخرجهَا

من جيبِ بافةِ وردٍ راكعاً وجلي

للهِ ليس سواهُ الواحدُ الأحدُ

للهِ عزّ وجلَّ وليسَ ليِ بُرَدُ

سويَ صلاةٍ بجوفِ الليلِ أبدأهاَ

والخوفُ يدنو وفي أعطافِهُ البَرَدُ

أضاءَ صوءُ بجَوفَ الليلِ يرشدنِي

لأنجمٍ كأنهنَّ الخيلُ قدْ حرَدُوا

وسوم: العدد 705