مذكرات مدرس

د. عبد السميع الأحمد

هذه قصيدة كتبتها في الأشهر الأولى من العمل في الكويت معلماً للغة العربية منذ 23 عاما، ولا يخفى ما فيها من معاناة المعلمين، بخاصة في أولى تجاربهم، أنقلها كما هي رغم ما فيها من تصوير لاذع ولد من رحم المعاناة:

أنـــــا يا قـــوم مـــدرس    باختصاصــــي متمــــــــرس

كــــل همــــي أن أربـــي    طـــالبي فــي كــــــل مجلس

جئـــــت والآمـــال تحــدو نـــي وعقلـــــــي متحمــــس

دخــــل الطـلاب والكــــل علــــى الساحـــات يحـــــرس

هجـــموا مــثل قطــــيع    هـــائج يرغــي ويرفـــــــــس

ركضـــوا نحـو فصــــول    أتعبـــت عقـــل المهنــــــدس 

لوثـوها كتــبـــوا فيهـــــا     عبــــارات تدنـــــــــــــــــس

****                              

أنــت تعطيهــــم علومــاً   وتـــــــرى الطـــــلاب تهمــس

إن شـددنا الحبـل ملــوا    وتنــــادوا : لا تعبــــــــــــس

أو تركـــنا الحبــل رخـواً   ركبــوا ظهـــــــر المــــــدرس

وعلينـــا مــع هـــــــــــذا    أن نـــرى العيـــــب ونخرس

****                             

أيهــــا الأستـــــــــــاذ لا تقـــــس على الطفــــل وتعبـس

صحِّـــح الكشـكول حضِّـر  راقـــب الطـــلاب واحـــرس

نجِّـــح الطــلاب وارفـــع   نســــب الفصـــــل ودلـــــس

                          ****                              

مــــرة تعمـــل طباعـــاً   وأحيــــــــاناً مدبـــــــــــــــــس

وإذا لــــم يـك شغـــــل   فـــافرز الكتــــــب وكيـــــــس

مــا بقــــي يا صـــاح إلا  أن تــــرى الأستـــــــاذ يكنــس

كــــل هـــم القـــــوم ألاّ   يتركــــــــــونا نتنفــــــــــــــس

فاتــرك التــدريس حتى   لو قضيت الدهر  مفلس

وسوم: العدد 712