غربة

وحدي أهيمُ على دروب زماني

بيـن السراب وغلـة الظمـآنِ

أمضي وأشجان الحياة بجانبي

فأنا الشجيُّ برفـقة الأشجـانِ

وأنا على ظهر المتاهة راحلٌ

كالغيـم يرحل دونما عنوانِ

تجتازني ريح الشمال فليتني

كالريح أقصـدُ تربةَ الأوطـانِ

وملامح الديجور تفترش المدى

حولي وتستلقي بكل مكـانِ

فأضيء في غسق المعالم أحرفي

وأعيرُ شمع الأمسيات بناني

لم يبق إلا ذكريـات أحبـةٍ

بقيتْ تدغدغ في النوى وجداني

كالنهر لو طال الجفاف ضفافه

يبقى يحـنُّ لأزمن الفيضـانِ

فالذكريات قطوفهن مواسمي

والأمس كل حقوله بستـاني

فأعود أحضر بالخيال أحبتي

إن الخيـال مطيـة الأذهـانِ

آهٍ على تلك السنين فإنهـا

في مبسم الأيام سرب أغاني

والآن أصنع من رماد شموعها

كأسي وطيف الأمسيات دناني

وسوم: العدد 714