سنغافورة

المدن الجميلة كالنساء الجميلات المغريات ولكن إغراء المدن العريقة يتجدد مع الأيام والمرأة 

تشيخ نضارتهامع تقدم العمر وأما سنغافورة فهي عروس تجدد ملابسها وتسابق الزمن لتبقى 

صبية حلوة تشتاق كلما بعدت عنها

زرت المدينة ودهشت فكل شئ فيها أنيق كفتاة في العشرين تسحرك ويبقى سحرها قائما في 

ضلوعك مهما بعدت عنها

أحـتار فـيهـا كـيـف أني أعـشـق  تـلك المـدينة فـهـي رمـز شـيـق

وبنات شعري رحن عني مطلقـا  إذ أرتـجي بعـض القصيد وأطلق

أحتار كيف أعالج الأشعار فــهــــــــــــــــي عــزيـزة في خدرها لا تطـرق

ولقد نظمت قصائدا في بعضهـا  وخذلت بعـضا فهي قـفر أمـــلق

لكنها تلك المدينة في الدجــــى  تغـفـو على زند الربيع وتــطرق

ومسارها في اليوم غنج طيـب  وعـبيـرها في الجـو دوما أعبـق

وهي التي ترقى بذات حضارة  تهوى التسابق وهي دوما أسبق

في سنغافورة حاضـر متجــدد  ولها من الماضي المجيد تشـوق

فإذا عجبت فلن يلومك عاتـب  أو قد وصفت فإن وصفـك مملق

هي كالعروس إذا تمايل ثوبها  غـنى الجـمال لها وراح يصفــق

والعطر في أرجائها بوح وفي  جـنباتهـا سـر غـريـب مـطـــرق

ما في المدائن من جمال مدينة إلا لهـا مـنـه النصـيـب الأوثــق

إن كنت تقصد أن تزور حديقة  لدهشت للرؤيا وظـلت تـحــدق

هي في الأناقة والنظافة حيــز  متكامـل وهـي الـمثـال الأحـذق

أحتار كيف أرتب الأفكار فهـــــــــــــــــي تـكاد فـي جريــانها تــتدفـق

أختار وصفا إذ يجول بخاطري  فأرى بـأني عــاجز لا ينطـق

حدث بلا حرج فلست مبالغا  فيراع شعري لا يكـاد يطــوق

هي جنة خضراء تشدو بالهنا  وبكا أثواب السراء تمــنــطق

وترى بها كل الوجوه كأنهم  في ثوبها نسج جميــل رونـق

لا فرق بين أصولهم في شرعهم فهموا كعرق واحد بـل أعــرق

وملاوهم أو صينهم وهنودهم أو عربهم فهم النسيج الموثق

وليعرب حي ٌ يناط بإسمهم  زاه لــه من كـل شــئ مـرفـق

فرحوا بمثلي إذ يجول بسوقهم والبشر يعلو البائعين ويشرق

وأكاد أشعر بالفخار وبالرضـا إذ ما أرى قومي وقـلبي يخفق

والعرب أول من بنى بسواعد تـلك الـبلاد ولا تــزال تــألـق

وهم من القحطان عـرب كلهم سعداء فيها والأكـف تصفــق

دمث إذا حدثت فيهم واحدـدا مــتجاوب بصداقــة مـتـــأنـق

تعلوا السماحة كل وجه حينما يسعى الغريب أو المنازل يطرق

وهم الأمانة في حقول تجارة وهـم كــزرع دائـما يـــتــورق

الكل يحترم النظام ويحـتسي عـدل النظام إذا الأوامر منطق

لولا الغرام لموطني لمكثت فيـــــــــها ما حييت وقلت إني أعشق

وسوم: العدد 715