بلقيس ..

قالُوا : 

( رَحَلتِ ) 

فَشَلَّني النَّبَـأُ

وَتَكالَبَ اللاحُـونَ  

فاجتَـرَؤُوا 

< " بِلقِيسُ " > 

يا لِلَّهِ ! 

جَـفَّ دَمِـي

وَاغتالَنِـي لِلِقـائِـكِ الظَّـمَـأُ 

حَتَّـى الجَمـاداتُ ازدَرَتْ وَلَعِـي

< ناهِيـكِ عَـمَّـا قَـالَـهُ الـمَـلَأُ > 

فالشَّامِتُـونُ 

- وَقَـد وَطِئتُهُـمُـو -

< بِالأَمسِ > 

فَوقِي 

< اليَومَ > 

قَد وَطِئُوا 

كانُـوا بُغاثًـا قَـبـلَ قـارِعَـةٍ حَلَّتْ عَلَـيَّ 

وَ مـا بِهِـم كُفُـؤُ 

لَكِنَّهُـم 

- عُقبَـى ابتِـدارِكِ لِـي بِالغَـدرِ - 

بِالتَّهمـازِ مـا فَتَئُـوا 

فَسُيُوفُهُـم غَرثَـى لِلَحمِـيَ  

مـا حاوَلـتُ صَـدَّ نِصالِهـا وَجَـؤُوا 

آثارُ مَخلبِهم عَلى كَبِدي

- مِن بَعدِ ما - 

عَينَـيَّ قَـد فَـقَـؤُوا 

< " بِلقِيسُ " > 

عِندِي مِن مَباضِعِهِـم جُرحٌ 

وَما لِـي عِندَهُـم خَطَـأُ 

كُنـتُ الفِرِنـدَ 

يَهابُنِـي زَمَنِـي

فَأَتَـى عَلَـيَّ الثَّلـمُ !! 

وَالـصَّـدَأُ !! 

ما سـارَ لِـي حَظِّـي 

- لِيُسعِدَنِـي -

أَبصَـرتُـهُ بِالنَّـحـسِ يَنكَـفِـئُ 

قَد عَزَّ عُذَّالِـي 

وَهُـم ذَنَـبٌ !

فَتَرَفَّعُوا 

- مِن بَعـدِ مـا -

خَسَـؤُوا ! 

عَجَبِي ! 

يَصِيدُ اللَّيـثَ ثَعلَبُهُـم !

وَالمـاسُ يَربُـو فَوقَـهُ الحَمَـأُ ! 

وَالـنَّـازِلَاتُ صَليلُ مَسيَفَةٍ

عُمرِي 

- جَزاكِ اللَّـهُ -  

تَجتَـزِئُ 

وَكَأَنَّنِـي العُصـفُـورُ !

تَقنصُني مُقَـلُ الصُّـرُوفِ 

كَأَنَّهـا حِدَأُ !

< " بِلقِيسُ " > 

قَدحُ الثَّأرِ يُضرمُني

وَجوارِحِـي 

بِالنَّارِ تَمتَـلِـئُ 

أَنا 

- فِـي تَصارِيـفِ النَّـوَى -

خَبَـرٌ

وَمَواجِـعِـي  

- لِــلأَنِّ -

مُبـتَـدَأُ 

أَنا 

" هُدهُدٌ " ! 

هَدهَدتِنِـي كَذِبًـا

وَهَدَدتِنِـي 

إِذ هَـدَّنِـي الـحَـلَأُ 

< " بِلقِيسُ " >

أَينَ النُّورُ ؟ 

أَينَكِ ؟  

مُذ غادَرتِنِـي مـا زَارَنِـي الـدَّفَـأُ ! 

كُـلُّ المَدائِـنِ 

- بَعـدَكِ -

انتَحَـبَـت

وَكَأَنَّها 

- فِـي شَوقِهـا -

" سَبَـأُ " ! 

كُلُّ الأَماكِنِ 

- مُـذ هَجَـرتِ -

بَكَـتْ

وَمُذِ انقَلَبتِ وَعُصبَتِـي صَبَـؤُوا 

إِيـهٍ عَلَـى الأَيَّـامِ !  

< خائِنَـتِـي >

سُخرِيُّهـا مـا عــادَ يَختَـبِـئُ 

سَقَـطَ القِنـاعُ ! 

فَبِنـتِ ضارِيَـةً !

يا " بِلقُ " ! 

كَيفَ تَبَخَّـرَ الرَّشَـأُ ؟ 

كَم عِشتُ أَحسَبُكِ الحَبِيبَـةَ !  

لَـم أُدرِكْ 

بِـأَنَّ مِـزاجَـكِ الـهُـزُؤُ 

وَإِذِ انشَغَلتُ 

- بِكُـلِّ داهِيَةٍ -

مـا كُنـتُ أَدرِي أَنَّـكِ الفَجَـأُ !

وسوم: العدد 715