يومان ضدّان

وُلِد ولدي الحبيب الأسير _ إسلام صالح محمّد جرّار – في 14/5/1973 , وكما هو معروف في تاريخ فلسطين المنكوبة أن الخامس عشر من أيار هو ذكرى النّكبة سنة 1948 ولذا كانت قصيدتي التّالية :

أكلّما عـاد أيّـارٌ تعـاورَنـا لفحٌ من النّار أو نفحٌ من الزَّهَر ؟ !

ففيك , أيّارُ ذكرى كم أُسَرُّ بهـا إنّي لأذكرُهـا بالحمـد لـلـقـدَر

إذ قد وُهبنا, وقد حلّ المَشيـبُ بنا مسكَ الختام وصفوَ الرّاح والسّكر

فكنت أنت , أيا إسلامُ يا ولـدي نفـح الـورود قبيلَ اللفح بالشّرر

فكان يومُك يومَ البشر ذا عبَقٍ وبعـدَه جاء يومُ الحـزن والكدَر

إذ رفـرفـت ليهود الرّجس ألويةٌ في أفق موطننا , والعُربُ كالجـزَر

فكان ما كان من أرزاء نكبـتـنا ورزء أنـدلسٍ ذكرى لـمـدّكـِرِ

فما انتفعنا بذاك السّفر وا أسَفـا سفـر الضّياع , فـقـفّـينا على الأثَر

وحكمة الله , يا إسلامُ , قد جمعتْ يومين ضدّين , هـذا فعل مـقـتـدِر

بشرٌ وحـزنٌ , كذا الأيام ماضيةٌ والـلـه صيـّرهــا درساً لـمعـتـبـــر

ندعو الإله بأن يمحو الأسى لنرى يوم السّرور يضيء العمر في كِبَري

وما سروري , يا إسلامُ طيف رؤىً فـرحمة الـلـه وافت كلّ مصطَبِر

إنّي لأرقـب لـقـيانا على ثقـةٍ من قدرة الله فهو الغوث في العسُر

لا تيأسنّ , فإنّ الـلـه راحمنـا ولْـتُـبـقِ حبلك موصولا بمقـتـدِر

غـداً تـنـوّر يا إسلامُ منزلـنا غداً تطـيـب حياةٌ بعـد مــــعـتـَكـَر

عمراً مديداً , أيا إسلامُ منطَلقـاً من كلّ قيدٍ , بجاه المُرسَل العـطِـر 

وسوم: العدد 720