نزيف الأرواح

قلبي لديكَ فأنتَ اليومَ مؤتَمنُ

لا تلقِهِ... أنت فيه الحبُ يا يمنُ 

..........

عينا دمشقَ إلى صنعاءَ ناظرةٌ 

روحانِ ينزفُ في كلتيهما البدنُ

...........

بغدادُ تهمسُ يا عينيَّ جئتكما 

نحن الثلاثةُ يحلو بيننا الشجَنُ

..........

نادتهمُ مِصرُ عند الباب باكيةً

فصافحوها بكف الروحِ واحتضنوا 

........

حتى تجمَّع حولَ النارِ مِثلَهُمُ 

عشرون قلبًا بصدرِ الريحِ قد سكنوا 

.........

يا أيها الشعبُ خذ من حبهم عِبرًا 

سترحلونَ ويبقى وحدَه الوطنُ

.............

قد كان يسكنه من قبلكم بشرٌ  

صالوا وجالوا بأرض الله واندفنوا  

........

فمنهمُ صالحٌ للخير كانَ أخًا 

ومنهمُ طالحٌ للشرِّ يمتهنُ

.....

كم كانَ من ملكٍ لاشيء يملكه  

إلا مناقِبَهُ لو أنه فَطِنُ 

.......

ماتوا جميعًا وهذي الأرض بعدهمُ

تسعى تدورُ إلى أن ينتهي الزمنُ

.........

إرادة الله لا صهيون يوقفها 

ولا عَبيدُ هوىً إسرارهمْ عَلَنُ

..........

يا من تصهين سرًا في محافلهم 

كلٌ بما حَمَلَ الخفَّاقُ مُرتهنُ

..........

ماعاد في الشرق مايخفى ونجهلهُ

فخلف كلِّ جِدارٍ هُدهدٌ لَسِنُ

.........

باعوكِ يا قدسُ ..ساروا خلف سيدهم 

قُدَّامُهُمْ رسنٌ من خلفهم رسنُ

.........

فأُتبِعوا بصَغَار الذلِّ يتبعهم 

شعبٌ بمحنتهِ في الصفقةِ الثمنُ 

.......

ماذا نقول لأقصانا ومئذنةٌ 

تشكو إلى الله مَن مِن خبثهم سمنوا 

.......

يشيطنونَ رجالًا قال قائلهم:

إنا عبادٌ لمن قد قال لا تهِنوا 

........

ويُطْهِرونَ ذكورًا لا خلاقَ لهم 

كما يُطَهَّرُ عند الجاهلِ الوثنُ

.........

إرادة الله تبلوهم ببعضِهُمُ

والخير بالشر كم يُبلى ويُمتَحنُ

.........

(ما كل ما يتمنى المرء يدركه )

لكلِّ أمنيةٍ من عمرنا ثمنُ

وسوم: العدد 724