كيفَ نَرقى

د. عز الدين أبو ميزر

خَبِّروا داعشاً وكلَّ دَعِيٍّ

جعلَ القتلَ منهجاً وسبيلا

وأرانا في الدّينِ ما ليسَ فيهِ

شِرعةً قد تَبدّلتْ تبديلا

بِمفاهيمَ ما آدَّعاها نَبِيٌّ

أو عليهِ تنزّلتْ تنزيلا

لِرسولِ الهدى وخيرِ البرايا

نَسبوها كي ما تكونَ دليلا

والنّبيُّ الكريمُ منها براءٌ

لم يقلها نصّاً ولا تأويلا

فهْوَ قد جاءَ للخلائقِ نبعاً

ماؤهُ العذبُ كانَ يشفي الغليلا

نِعمةً للعبادِ أرسلهُ اللهُ

لهم رحمةً وظلاً ظليلا

جعلوا منهُ قاتلا لا نبياً

يعشقُ الموتَ والدّماءَ سُيولا

ليتَ شِعري هل الخوارجُ قاموا

من رُقادٍ شبيبةً وكُهولا

أعلنوا حربهم جهاراً نهارا

وآسْتباحوا الشّآمَ عرضاً وطولا

مَلَأُوا الأرضَ والفضاءَ دماءً

ودماراً ورنّةً وعويلا

أشعلوا النّارَ في الهشيمِ فهاجت

ثم ماجت بنا صُعوداً نُزولا

ذبحوا الدّينَ لم يُسَمُّوا عليهِ

وآسْتحلُّوا القرآنَ والإنجيلا

كفّرواالنّاسَ وآستباحوا دماهم

فترى النّاسَ نازفاً او قتيلا

وإذا بالزّمانِ يرجعُ فينا

يومَ قابيلُ قاتلاً هابيلا

وكأنّا بكوكبٍ لا نرى فيهِ-

آحْتلالا ولا نرى آسْرائيلا

ما نرى بيننا عدواً سِوانا

بِئْسَ مرعى التّجهيل مرعىً وبيلا

كيف نرقى وبيننا مَنْ أقاموا

هُبَلاً واعظاً ويهدي السّبيلا

ويقومُ السّيّافُ فينا أميراً

مُشْهِراً سيفهُ يَصِلُّ صليلا

ويجِزّ الرّقابَ وَهْيَ صوافٌّ

والأيادي قد كُبِّلَتْ تكبيلا

وإذا نفسُهُ آستشاطت بيومٍ

فستلقاهُ للقلوبِ أكولا

وا لَقلبي من أُمّةٍ قد تَرَدّتْ

في المهاوي وأوشكت أن تزولا

ويدُ الأجنبيّ تلعبُ فيها

والأعاريبُ قادةً ...... وذيولا

ينصبونَ الفِخاخَ ليلاً نهاراً

ويُجيدونَ التّشبيهَ والتّمثيلا

وإذا آستعصى أيُّ أمرٍ عليهم

جعلوا الدّينَ ضامناً وكفيلا

أمّتي والزّمانُ يمضي سريعاً

ومُحالٌ أنْ يقبلَ التّأجيلا

لا آرْتِقاءٌ لأُمّةٍ هيَ تُلغي

بِرِضاها تفكيرَها والعُقولا

وسوم: العدد 726