داري

عبد المجيد أبو المجد

لاتَقْرَعِ البابَ إنَّ الأهلَ قدْ رَحَلُوا

وخلَّفُوا في حَنَايَا الدَّارِ أَحْزَانا

قدْ هَدَّهُمْ سَفَرٌ مازالَ مُرْتَحِلًا

وأرَّقَ البُعْدُ والأشْواقُ أَجْفَانا

يازائرَ الدَّارِ خَفِّفْ مِنْ خُطَاكَ بِها

وامْشِ الهُوَيْنَى وكُنْ لِلدَّارِ سُلْوَانا

باللهِ قَبِّلْ مَمَاشِي الدَّارِ إِنْ بَقِيَتْ

واسْقِ الْوُرُودَ ذَوَتْ شَوقًا لِلُقْيَانا

وَأَغْلقِ البَابَ في أنَّاتِهِ غُصَصٌ

فَفِي الشَّبابِيكِ نامَ الصُّبحُ حَيْرَانا

وإِنْ رَأيْتَ دَوَالِي الدَّارِ وَاقِفَةً

وفي العَناقيدِ جَالَ الدَّمْعُ تَحْنَانا

فَقُلْ أُهَيْلُكِ قَدْ غابُوا وقدْ فَنِيَتْ

دُمُوعُهُمْ أَسَفًا، لاتَحْمِلِي الآنا

يازائرَ الدَّارِ قدْ أَوْقَدْتَ لِي شَجَنِي

وزِدْتَنِي في اغْتِرَابِ الرُّوحِ أَشْجَانا

سُقْيًا لِدارٍ غَدَتْ منْ بَعْدِنا طَلَلًا

وطَيِّبُ العَيشِ عنْ أَرْجائِها بَانا

يارَبُّ أنْتَ قَضَيْتَ البُعْدَ يَنْثُرُنا

فَاجْمعْ شَتاتَ دِيارِيْ كَالَّذيْ كَانا

وسوم: العدد 729