دُبَيْ..

دُبَيْ..

دُبَيْ..

أُرْجُوزَةٌ اِحْتَرَقَتْ أَسْبَابُهَا فِي كَبِدِي.

أَوْتَادُهَا،سَاخَتْ مَعَ الظَّلْمَاءِ فِي

بَيْدَاءِ صَدْرِيَ الَّذِي

بَلَّلَهُ جَمْرُ الْعَذَابْ.

دُبَيُّ.. أَيْنَ فِي ضُلُوعِهَا ظِلالِيَ الْمُبَعْثَرَهْ؟َ

أَيْنَ بِصَدْرِهَا الْفَسِيحِ نَخْلَتِي الْفَارِعَةُ الطُّولِ؟

وَأَيْنَ خَبَّأَتْ حُرُوفَ أُمِّي هَذِهِ الأَشْجَارُ،

وَهْيَ تُشْعِلُ الشَّوَارِعَ الَّتِي

تَمَدَّدَتْ بِوَجْهِيَ الْخَرِبْ؟

مَنْ فِي دُرُوبِهَا يَدُلُّنِي عَلَى خَيْلِي الْعِتَاقْ؟

حَمَّلْتُهَا قَلْبِي، وَعُرْجُونًا مِنَ الدَّمِ الَّذِي

تَفَجَّرَتْ عُيُونُهُ هُنَا..

هُنَاكَ..

فِي مَرَابِعِ الْعِرَاقْ  

دُبَيُّ.. أَحَرقَتْ بِعَيْنَيْهَا

طٌيُورَ الْمُتَنَبِّي الرَّاعِفَه،

وَأَحْرَقَتْنِي، حِينَ رَاحَتْ وَحْدَهَا تَمْلأُ قَلْبَهَا

 عَلَى إِيقَاعِ أَرْضِنَا الْيَبَابْ.

كُلُّ الْخِيَامِ مَزَّقَتْهَا الرِّيحُ رَفْرَفَتْ بَعِيداً

ثُمَّ غَطَّاهَا التُّرَابُ ارْتَفَعَ التُّرَابُ،

 ثُمَّ رَاحَ يَمْخُرُ السَّحَابْ.

أَنْتَ غَرِيبُ الدَّارِ يَا مُحَمَّدْ

تَمُرُّ بِالأَشْجَارِ فِي هَذَا الْخَلِيجْ،

تُلْقِي السَّلامَ،

يُرْجِعُ الصَّدَى سَلامًا

بَلَّلَ الرَّصَاصُ وَجْهَهُ الْبَهِيجْ.

تُرَاكَ أَخْطَأْتَ الطَّرِيقَ !

هَذِهِ الْوَصْلُ[2].. قِفِي أَمَامَ بَحْرِكِ اللُّجَاجْ،

قِفِي.. فَمِنْ مِرْآتِهِ تَطْلُعُ نَخْلَتَانِ،

كُلُّ نَخْلَةٍ أَنْتِ.

فَمَنْ أَنْتِ؟

وَمَنْ أَنَا إِذَا ظَلَّ يُغَطِّينِي الْعَجَاجْ؟

مَنْ نَحْنُ فِي هَذَا الْعَجَاجْ؟

هَذَا الْعَجَاجْ.

هَذَا الْعَجَاجْ...

[2] -  دُبَيْ تُنطق محليا: أدْبَيْ

وسوم: العدد 729