وتَسأَلُني... لِمَ التَّجهُمُ؟

ساءَلَني شيطانُ شِعري مرَّةً:

لِمَ التَّجَهُمُ؟

تَظَلُّ عابِساً ولا تَكَلَّمُ!

فَقُلتُ: في الحَشا مَرارةُ تَرَسَّخت.

جُذورُها تَستَعصِمُ

إليكَ عني، لا تَسَلْ مُلَوَّعاً

قد مَلَّ من عبوسِهِ التّجَهُمُ

لِمَ التَّبَسُمُ؟!

أَحيٌّ يا تُرى أَنا

بهِ الخافِقُ يَنْسِمُ؟!

وَكيَفَ يَخْفُقُ المُحَطَّمُ؟

فَالحَيُّ كائِنٌ لهُ سَمتُ البَرايا في الدُنا

وَسَمْتُنا لا يُفْهَمُ

فَفي بِلاد الغَربِ أَحياءٌ تَنالُ حَظَّها

وَفي النَعيمِ تَنعَمُ

وَفي بِلاد السِّندِ نَهضَةٌ تُرى

وللمَعالي تَتَقَدَمُ

وفي بلادنا

غيرَ الحروبِ لا تَرى

قَتلٌ وموتٌ يَجثُمُ

بغدادُ لم تعد ولا الفيحاء فيحاءُ ولا

قَاهِرَةٌ فيها حياةٌ تُعلَمُ

والقدسُ ضَاعَت مِن عُقودٍ قد خَلت

وبُرتقالَةٌ بيافا

شَقَّ خِدرَها يَهوذا المُجرِمُ

وَلِلعَجَبْ!

تَجاهَلَ الفُحولُ عِرضاً نازِفاَ

وَعانقوا مَنْ أَجْرَموا

وسوم: العدد 732