الحياةُ أطوار

قال لي صاحبٌ:

ما تُحبُ من الكائناتْ؟

فَأَجبتُ: ثَلاثَةْ

خَروفٌ وَكلبٌ ثُمَّ الحِمارْ

قالَ مُستغرباً: وَلماذا؟ وما فيها من صِفات؟

قلتُ يا صَاحِبي:

فيها درسٌ للحياة

فَالخَروفْ: حَيَوانٌ لَطيفْ

تَتَدلى لَهُ إليةٌ

وَيُغطيهِ صُوفْ

لا يأكلُ غَيرَ الحَشيشْ

وشَعيرٍ مَعلوفْ

في الصِغَرِ

مِن ضِرع الأُمِّ يَنوفْ

أمّا في الكِبَرْ، هادِئُ الطبع ِ مِطواعْ

حولَ الإناثِ يَطوفْ.

والِحمارْ: كائِنٌ في الصَبرِ عَجيبُ الطبع ِ وَلا يُستَثارْ

لا هَمَّ لَهُ غَيرُ الخِدمَةِ

وَرِضَى كُلِّ مَن في الدارْ

الصِغارِ جَميعاً وَكلُّ الكِبار

أَما آخرُ الليلِ

يَكفيهِ شَعيرٌ وَتِبنٌ وَصَوتُ الأتانْ

بالطبع ِ لَها كلُّ الإعتبارْ

والكلبُ لَهُ قِصّةٌ أُخرى

هو كلبُ الحِراسةْ

يَنامُ الجَميعُ وَيَبقى يُجافي نُعاسَهْ

كَثيرُ النُباح ِ بلا داع ٍ أو سَبَبْ

لاهِثاً دائماً

مِن غَيرِ تَعَبْ

شَأنُهُ الفوضى في البيتِ كَثيرُ الغَضَبْ

قالَ صاحِبُنا ضاحِكاً

يا خَبيثُ! لَقد لَخَصْتَ لنا في سُطور

أَطوارَ حَياةِ الذُكور

وسوم: العدد 733