هل من حياة بمن أنادي

كراسي حُكْمِنا مُلْكُ الأعادي

فأينَ العِزُّ منَّا يا بلادي!

وأينَ الفوزُ في سلمٍ، وحربٍ

إذا كُنَّا عبيدًا للأعادي!

وكلُّ الخَلقِ تعرفُنا عبيدًا

ونزعُمُ أننا أهلُ الرَّشادِ

وهَبنَا "سايسَ بيكو" كلَّ عقلٍ

وأسلسنا لهُمْ كلَّ انقيادِ

وعِشنا طائعينَ لما أرادوا

وبعضُ مرادِهم طمسُ الجِهادِ

أليسَ جهادُ قومي فرضَ عينٍ

إذا نادى إلى العزِّ المُنادي!

وما شاؤوا سوى إلغاءِ دينٍ

به قد خصَّنا ربُّ العبادِ

وقالوا إنَّ ما قد فاتَ أوْلى

بتركٍ، فهو أشبَهُ بالجمادِ

وما التاريخُ إلا دربَ خُلْفٍ

به قد جاءَكم ألفُ اجتهادِ

ومنْ منكم على الماضي أصرُّوا

فهُمْ أهلُ التخاذُلِ والعنادِ

وزِدنا بالذي شاؤوه كفرًا 

بمن للحقِّ قام بنا يُنادي

فصارَ المفسدونَ ولاةَ أمرٍ

وصارَ المخلصونَ أولي الفسادِ

وقالوا: إنَّ عِلْمَ الغربِ نورٌ 

أما بَهَرَ الحواضرَ، والبوادي؟

وصدَّقنا، ولمْ نحفَلْ بدينٍ

بهِ قد جاءَ قومي خيرُ هادِ

ولو أنَّا تبِعنا الدِّينِ يومًا

لكانَ لأمّتي أمرُ القيادِ

أما فُطِرتْ ديارُ الدِّينِ دارًا

لكلِّ مُوحِّدٍ رغمَ البعادِ!

وأنَّ المسلمينَ يدٌ وروحٌ

ولا روحًا نحسُّ ولا أيادي

فصِرنا دونَ ما شاءَ الأعادي

كأنَّا مُلحقونَ بقومِ عادِ

***

حنانَكِ يا ديارَ الدِّينِ هُبّي

فقد آنَ النُّهوضُ من الرُّقادِ

فما عَرَفَ الزَّمانُ سِواهُ دينًا

بكلِّ العدلِ ينصفُ من يُعادي

وكنَّا قبلَهُ في شرِّ حالٍ

وصيَّرنا الأعزَّ بكلِّ نادِ

أما كانَ الجهادُ لنا حياةً

فأينَ العقلُ في هجرِ الجهادِ!

فعودي للجهادِ أيا بلادي

لأهتِفَ آهِ ما أحلى بلادي

فليسَ بغيرِهِ يُرجى فلاحٌ

وها إنيَّ لعودته أُنادي

لكَمْ أخلصتُ قومي فاسمعوهُ

وإلاَّ لا حياةَ لمن تُنادي

وسوم: العدد 795