شمسُ الأمّة

ياطيّباً ، طابَ أخلاقاً وأعراقا

لازلتَ ، في حلَبات المَجد ، سبّاقا

ياخيّراً ، نيّراً ، مستنفَراً ، أبَداً

    للحقّ ، تنصره ، عهداً وميثاقا

ضاقت صدورُ الورى ، عن غوث أمّتنا

 وصدركَ الرحبُ ، بحرُ الجود، ماضاقا

                       *

يافارساً ، هزّت الدنيا مُروءتُه

     إذ فاض نبلاً وإيماناً وإشراقا

أطلّ ، فازدانت الدنيا بطلعته  

واخضوضرَ الكون : أغصاناً وأوراقا

أشرقتَ يارجباً ، في ليلنا عجَباً

    شمساً ، أنارت مَتاهات وآفاقا

                            *

يامادحين الطغاة المجرمين ، لقد

     حَفرتمُ ، لكمُ ، في الذلّ ، أنفاقا

مَن هَبّ يُثني ، على حيّ ، لمَكرُمَة 

         هُــنا المَكارمُ ، أرتالاً وأنساقا

                         *

يامَن ملأتَ قلوبَ المؤمنين ، (ندىً)

      يَنهلّ ، في أوجُهِ الأيتام ، رقراقا

ياسيّداً ، ترقب الدنيا سيادتَه   

  إذ ألبِسَتْ ، مِن حِبال الذلّ ، أطواقا

عاث الطغاة ، بها ، والفسقُ أرهقها

    فطأطأتْ ، لرُعاةِ الجَور، أعناقا

وهلّلت ، لفتى عثمانَ ، آمِلةً  

     رَدعَ الشياطين ، ذؤباناً وفسّاقا

               *

ياأيّها الحُلُمُ الممتدّ ، في دمِنا 

     بين المَنابر والأرواح ، عملاقا

أبدَعتَ ألوانَ إنسانيّةٍ ،  نَسفتْ 

       هَـياكلَ الشِركِ، أوثاناً وأبواقا

                             *

قرنٌ مضى ، مثلُ قرن الثور، قد بَليتْ

    عظامُه ، لمْ يَجدْ ، في الكون ، أسواقا

مافارسُ الشِركِ ، ذاكَ المُصْطليْ لهَباً

   إلاّ هَوىً ، سِيقَ ، في الظلماء ، فانساقا

لمْ يَبقَ منه ، سوى ذكرى ، تَنِزّ أذىً 

                يَمُجّه كلّ ذوقٍ ، كلّما ذاقا

                               *

ياشمسَ أمّتنا ، في ليل محنتنا

            أودى بنا الظلمُ : إحراقاً وإغراقا

سَل البريءَ : لماذا دُكّ منزلُه 

         على بنيه.. وما عانى ، وما لاقى

سَل البحارَ: كم اغتالت ، أو التهمتْ

            مِن فتية الشام : أكباداً وأحداقا

سَل الشعوب ، التي أرختْ أعنّتَها

          للظلم : كم جَرعتْ قهراً و إرهاقا

سَلهمْ جميعاً ، وقف ، كالطود ، ممتشقاً

                سيفَ العدالة ، بتّارا وبَرّاقا

أحيِ المروءةَ ، في رُوح السياسةِ ، لا

        تَعْبأ، بمَن سَوّدوا ، بالزيف ، أوراقا

فأنتَ ، في الحقّ ، سيفُ النُور، منصلتاً

           وفي المَكارم ، نهْرُ الخيرِ، دفّاقا

سمُّ الفرنجةِ أوهَى عزمَ أمّتنا

          فجئتَ ، أنت ، لهذا السمّ تِرياقا

وسوم: العدد 744