حكايةُ صبيٍّ سوريٍّ

محمد كفرجومي الخالدي

ماذا هُنالِكَ ياصبي؟

  اِذهب لِبَيتِكَ، واختَبي..

ذي الطَّائراتُ بِجَوِّنا

      تُلقي القنابلَ،فارقُبِ..

القصفُ فوقَ رؤوسِنا،

      أوَلَيسَ ذاكَ بِمُرعِبِ؟!

عنَّفتُهُ  وزجرتُهُ  :

      اُدخُلْ لِبَيتِكَ ياصَبي!!

ضَحِكَ الصَّبيُّ بشدَّةٍ

        وَأجابني  بِتَأدُّبِ  :

عمّاهُ إنَّكَ خائِفٌ،

      إنّي ظَنَنْتُكَ أجنَبي !!

لا تَخشَ قصفاً فوقَنا

      فاسألْ فُؤادَ مُجَرِّبِ .. 

إنّا  تعوَّدنا  على

  صوتِ الرَّصاصِ المُرهِبِ..

أوَلَستَ سوريًّا أيا

    عمّاهُ .. أينَ  سأختبي؟!

انظر إلى بيتي هوتْ

        أركانُهُ، لاخوفَ بي ..

وأشارَ لي بيديهِ أنْ:

      هل أنتَ بالمُتعَجِّبِ؟!

أمّي بقُربي استشهدت

        وكذا أخي وكذا أبي..

أختي تمزَّقَ جِسمُها

      وكذاكَ كلُّ  أقاربي ..

لم يبقَ منهم واحِدٌ

      إلَّا  أنا.. هذا  الغَبي..

أوَلستَ سوريًّا أجب:

    لِمَ أنتَ بالمُستغرِبِ؟!

بينا أُكلِّمُ ذا الصَّبي

        وأحُثُّهُ أن  يختبي..

فإذا قَذيفةُ هاوِنٍ

        كانت  إليهِ بِمَقرَبِ..

طارت شظاياها إلى

      جَسَدِ الصَّبِيِّ المُتعَبِ..

وَحَمَلتُهُ أمْضي بِهِ

واحترتُ،هل مِن مَهْرَبِ؟!  

دمُهُ يسيلُ ووجهُهُ

      مُتَبَسِّمٌ  لم  يُرعَبِ.. 

نادى وقال برِقَّةٍ:

      عَمَّاهُ، دعني واذهَبِ..

نطقَ الشهادَةَ ناظِراً

              نحو  السَّما بِتَحَبُّبِ..

قد قال آخِرَ جُملةٍ:

      (عمَّاهُ،صَلِّ على النَّبي!!

سورِيَّةٌ هِيَ أُمُّنا

        يا  أمَّنا  لا  تعتَبي )..

مِن بعدِ ذلِكَ روحُهُ

    فاضت  لمثوًى  طَيِّبِ!!

وسوم: العدد 754