فقه النصيحة

د. محمد علي الأحمد

فقه النصيحة

د. محمد علي الأحمد

صدر هذا الكتاب عن مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، وقد تولت نشره وتوزيعه دار عمار للنشر والتوزيع في كل من بيروت وعَمّان ، وصدرت طبعته الأولى عام 2013م/ 1434هـ ، وهو من تأليف الباحث المتمرس الدكتور محمد عبد الله أبو صعليك ، وهذا العنوان من العناوين المهمة التي يهتم بها المركز ، نظراً لأن الأمة الإسلامية تعاني هذه المرحلة من أزمات حادة في كافة أقطارها ، لا سيما في مسألة الحريات وتسلط الأنظمة الجائرة ، ولذلك تفجرت الثورات التي تجتاح الكثير من البلاد العربية ، وفي سورية المصابرة على وجه الخصوص بعد أن صبر الشعب السوري طويلا ً على الضيم والظلم والتسلط والاستعباد ، علاوة على الفتن والإحن التي تعاني منها شعوب أمتنا، وهذا كله يحتاج لنصح الناصحين ورأي الحكماء والعقلاء والمفكرين ، ولأن النصيحة واجب شرعي عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ،  وقد جاء هذه الكتاب ليلقي الأضواء على موضوع النصيحة في الإسلام وأهميتها ودورها في تسديد الأمة وتوجيه شعوبها نحو سبل الخلاص من الأوضاع البائسة التي تحياها ، وقد أمر المسلمون جيمعاً بإسداء النصيحة بعضهم لبعض ، ليعم الخير جميع أفراد الأمة وتتحقق فيها صفة الخيرية هي أمة الخيرية التي قال الله تعالى عنها : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .

يعالج الكتاب موضوع النصيحة من جوانبها المختلفة ، ويتحدث في مقدمته عن أهمية النصيحة وموقعها في الآداب الإسلامية ، ويعرف النصيحة في اللغة وفي الاصطلاح الشرعي، ثم يتطرق لأبواب النصيحة فيذكر حكمها في الشرع الحنيف ، وأركانها وشروطها وآدابها ، ثم يبين الفرق بين النصيحة والتعيير ، والمقصود بالتعيير: أن يقول الشخص للآخر في العلن وأمام الآخرين كلاماً يؤذيه وينتقص منه ، إذا رأى منه تصرفاً غير مناسب ، بدلاً من توجيه تلك الملاحظة له في الخفاء السر، وعلى انفراد ، على شكل توجيه ونصيحة ، كي يتدارك الخطأ الذي وقع فيه، وهذا هو الفرق بين التعيير والنصحية .