الخمينية

د. "محمد علي" الأحمد

شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف

د. "محمد علي" الأحمد

تأليف العلامة الشيخ سعيد حوى رحمه الله

يتألف هذا الكتاب من ست وخمسين صفحة من القطع الصغير ، وقد صدر بطبعته الأولى عن دار عمار للنشر والتوزيع في بيروت وعَمّان نهاية عام 2013 م /1434هـ ، وتكمن أهميته في أنه كتب في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي ( القرن العشرين) ، وهذه المزية الأساس له والمفاجأة الكبرى فيه ، لأنه الشهد المصفى!! ولأنه يستشرف مستقبل الأوضاع في سورية وفي المنطقة المحيطة منذ ثلاثين عاماً ، وكأنه يتحدث عما يحدث فيها اليوم ، ولا شك فإن هذا الاستقراء إن دل على شيء ، فإنه يدل على بعد نظر وفهم وإدراك عميقين من المؤلف الشيخ سعيد حوى رحمه الله ، ابن سورية البار وابن مدينة حماة المجاهدة وداحرة الطغاة ، لحقيقة وأبعاد وجذور الثورة التي تشهدها سورية اليوم ، وما يحدث حالياً على ثراها المنقع بالدم الزكي من تفاعلات ، ثم انعكاس ذلك على مجمل البلاد العربية والمنطقة بشكل عام ، إذ هو مرتبط بشكل مباشر بوصول الشيعة الصفويين بقيادة خميني إلى سدة الحكم في إيران مطلع عام 1979م ، وحتى اللحظة الراهنة التي نشهدنا اليوم .

يتألف الكتاب من فصلين ومقدمة وخاتمة ، ويسبق المقدمة تقديم للكتاب من أبناء المؤلف ، وهم علماء ومتخصصون في علوم الشريعة الإسلامية ، ويبين التقديم تاريخ كتابته قبل ربع قرن ، يوم كانت إيران تشن حربها الظالمة على العراق العربي ، في محاولة لإحداث اختراق في جسد الأمة منذ بداية وصول الخميني لحكم إيران ، وأنه منذ ذلك الحين كان يتوجه لتنفيذ أطماعه في البلاد العربية وتشييعها والهيمنة عليها ، تحت مسمى أعلنه الخميني آنذاك وهو تصدير الثورة الإيرانية ، سعياً لتفتيت العالم الإسلامي وتشييعه ، وخدمة لمصالح أعداء الأمة من الغربيين والأمريكان والصهاينة وفق ما جاء في تقديم الكتاب .

وفي المقدمة تذكر حقائق جوهرية مما يعالجه الكتاب، ومن أبرزها الكشف عن حقيقة التشيع ولبوسه لبوساً كاذباً مزيفاً يدعي حب آل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ثم السعي لفك عرا الإسلام عروة عروة ، ومحاربة الأمة الإسلامية بأكملها وفي كل بلدانها ، وبعث روح الفتنة العمياء في كل ربوعها وأوطانها ، بالعزف المنفرد الخبيث الحاقد على وتر الطائفية المذهبية ، والدأب على إيقاظ نتنها ، والنفخ بنارها بريح صفوية فارسية مجوسية حاقدة ، انتقاماً من الإسلام وأهله لدولة الفرس المجوسية التي أطفأ الإسلام نارها الوثنية إلى قيام الساعة !!

أما فصول الكتاب فيتحدث فصله الأول عن بعض معتقدات الصفويين الإيرانيين المجوس باسم الإسلام ، وانحرافاتهم في الغلو في التعامل مع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، الطيبين الطاهرين ومع أصحابه الكرام الميامين ، وتتمثل تلك العقائد بما كتبه الخميني ومن جاءوا قبله من الغلاة ممن يعتبرون أنفسهم علماء وأئمة للشيعة .

كما ذكرهذا الفصل مواضيع عدة تكشف انحرافات خميني وفكره وتشوهاته العقائدية والعلمية منها : الغلو في الأئمة ( أئمة آل البيت الذين يدعون التبعية والحب لهم ) وذكر كذلك نماذج من أقوال الشيعة بتحريف القرآن الكريم ، وموقفهم من السنة النبوية المطهرة ، ومواقفهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتقاصهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومواقفهم من أهل السنة والجماعة ، ومخالفتهم للأمة الإسلامية في كل ثوابت العقيدة ، وبين حرص هؤلاء المنحرفين على شق صف الأمة المسلمة ، وإهدار هيبتها ومكانتها بين الأمم ، وخـُتم بالحديث عن غلو الشيعة في فاطمة البتول الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما الفصل الثاني من الكتاب فيسلط الأضواء على المواقف الشاذة للخمينية ، وهنا لابد من الإشارة إلى أن المقصود بالخمينية هو المنهج الديني الصفوي الذي يمثله الخميني وينتهجه في دولته التي أسسها عام 1979 م ، وسار عليه من أتى بعده من آيات الضلال والانحراف العقائدي والفكري والديني في إيران، وهو يقوم على نقض الإسلام ومحاربته وتشويهه وعلى محاربة أبنائه ، انتقاماً من الأمة الإسلامية ومن دينها وعقيدتها القائمة على الكتاب والسنة المطهرة ، انتقاماً لمجد آل فارس ودولتهم التي أسقطها الإسلام منذ فتح تلك البلاد .

أما الموضوعات التي تضمنها الفصل الثاني من هذا الكتاب فتناقش توجهات خميني ومن خلفوه في إدارة دولة الفرس الصفويين الجدد ، في السيطرة على العالم الإسلامي ، ويورد الكتاب نماذج من أقوال الخميني وخلفائه من بعده ومن ممارساتهم التي تؤكد هذا النهج ، وتدحض ادعاءاتهم الزائفة في التمسح بالإسلام ، والتغطية على أفعالهم تجاه الإسلام وأهله وضد العالم الإسلامي ، والقائمة على نشر عقيدة التشيع المنحرفة في أرجاء هذا العالم باسم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من أجل خداع المسلمين واستمالة البسطاء منهم ، ويناقش هذاالفصل أيضاً التحالفات الاستراتيجية المشبوهة للخميني ونظامه في إيران مع أعداء الأمة الداخليين والخارجيين ، كالنظام النصيري الذي حكم سورية منذ اغتصاب حافظ أسد السلطة فيها عام 1966م ، وحتى الآن حين تدخلت إيران في سورية مباشرة لحماية هذا النظام المأجور المرتبط بالصهيونية ، بعد بدء ثورة الشعب السوري مطلع عام 2011م ، وكذلك  تحالف إيران الخمينية مع القذافي المقبور ومع اليهود المغتصبين لفلسطين ومع الأمريكان ، والتفاهم معهم في الخفاء وفي العلن على تمرير مخططاتهم في بلاد العرب والمسلمين ، ويلقي هذا الفصل أيضاً الأضواء على حقيقة التهديدات الإيرانية لكيان الأمة الإسلامية ومصالحها ومقدراتها ، ثم يبين أن الصحوة في الأمة قد بدأت تتراجع وتنحسر من خلال تآمرالإيرانيين مع كل قوى الكفرالعالمية ، ومع الطغاة وأنظمة الفساد والاستبداد في كل قطر وبلد إسلامي ، ويختم هذا الفصل بالكشف عن أساليب دولة خميني وتمدداتها في العالم الإسلامي للوصول إلى الأهداف الخطيرة التي يرسمها هؤلاء الصفويون المجوس ، ويبين أن خميني ونظامه في إيران يستخدمون الأساليب القذرة التي يستعملها بنو يهود للوصول إلى مآربهم كالمال والنساء عملاً بالقاعدة التي تقول : الغاية تبرر الوسيلة ، هذا عدا الوسيلة الماكرة القذرة التي يعتنقها الخمينيون والتي تتمثل بالتقية والتي ، يظهرون من خلال تطبيقها كل التودد للمسلمين والعرب وهم في الحقيقة يطعنونهم بخناجر الحقد والغدر من الخلف ، .

ويخلص الكتاب في خاتمته إلى أن الخمينية وعقائدها غير عقائد أمة الإسلام قاطبة ، عربها وعجمها ، وأن عبادة هؤلاء الخمينيين الصفويين غير عبادات المسلمين ، وأن مناهج حياتهم غير مناهج حياة كل العرب والمسلمين ، لأن الأصل عند هؤلاء أن يخالفوا الأمة في كل شيء ومن ثم  نقض وتخريب وإفساد كل شيء في الأمة الإسلامية ، بدءاً بدينها وعقيدتها وانتهاءاً بأوطانها ، ثم يـُذكـِّر بحديث الفرقة الناجية ، وأنهم المسلمون الفئة المؤمنة بالعقيدة والنهج الصافي الصحيح على منهج النبي صلى الله عليه  وسلم ، ويتسائل بالقول : فما بال أناس من الفرقة الناجية غاب عنهم الوعي فلم يدركوا خطر الخمينية ، ثم يناشدهم بلهفة وحرقة بأن يفتحوا الأعين وأن يدركوا هذا الخطرالإيراني الصفوي ، ويقفوا بقوة وحزم ضد هذا الخطر المحدق المتمثل بمشروع الخمينية ، لإيقاف زحف هذا الطاعون الخبيث نحو أرض الإسلام قبل فوات الأوان.