كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى

في ضوء الكتاب والسنة

المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

الداعية الحكيم هو الذي يدرس الواقع، وأحوال الناس، ومعتقداتهم، وينزل الناس منازلهم، ثم يدعوهم على قدر عقولهم وأفهامهم وطبائعهم وأخلاقهم ومستواهم العلمي والاجتماعي، والوسائل التي يؤتون من جهتها، ولهذا قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب اللَّه ورسوله.

الكتاب عبارة عن رسالة مختصرة في "كيفية دعوة الملحدين إلى اللَّه تعالى" مقسمة إلى خمسة مباحث، يتناول فيها الكاتب بإيجاز الأساليب والطرق في كيفية دعوتهم إلى اللَّه تعالى..

يتطرق الكاتب في المبحث الأول لمفهوم "الملحدين"، بالقول: إنهم من أنكروا وجود رب خالق لهذا الكون، متصرف فيه، يدبر أمره بعلمه وحكمته، ويجري أحداثه بإرادته وقدرته، واعتبار الكون أو مادته الأولى أزلية، واعتبار تغيراته قد تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، واعتبار الحياة – وما تستتبع من شعور وفكر حتى قمتها الإنسان– من أثر التطور الذاتي للمادة.

ويستعرض في المبحث الثاني الأدلة الفطرية على وجود الله سبحانه وتعالى، حيث أخبر اللَّه سبحانه وتعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن اللَّه ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا}، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه"، ثم يبين أن الفطرة مقتضية لمعرفة دين الإسلام ومحبته، وقبوله وإرادته للحق، وإقراره بالربوبية.

الفطرة تقتضي معرفة الإسلام ومحبته وقبوله وإقراره بالربوبية

ويقدم في الفصل الثالث البراهين والأدلة العقلية على وجود الله سبحانه وتعالى، مبيناً أن هناك عدة مسالك في هذا الخصوص تقودنا إليه سبحانه، منها التقسيم العقلي الحكيم، وأن العدم لا يخلق شيئاً، والطبيعة الصماء لا تملك قدرة، وفاقد الشيء لا يعطيه، والصدفة العمياء لا تملك حياة، والمناظرات العقلية الحكيمة، ومبدأ السببية، والتفكر في المصنوع يدل على بعض صفات الصانع.

يبين الكاتب في الفصل الرابع الأدلة الحسية المشاهدة على وجود الله تعالى، وهي على نوعين، الأول: إجابة اللَّه – تعالى– للدعوات في جميع الأوقات، والثاني: معجزات الأنبياء الحسية، وهي آيات يُشاهدها الناس أو يسمعون بها، وهي من أعظم البراهين القاطعة على وجود مرسلهم؛ لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها اللَّه – تعالى- تأييداً لرسله، ونصراً لهم.

أما الفصل الأخير فيختتم فيه الكاتب ببيان الأدلة الشرعية على وجود الله سبحانه وتعالى، وهي تجمع بين الأدلة النقلية والعقلية، وهي من أعظم الأدلة التي تهدي لمعرفة اللَّه – تعالى- والإيمان به،  وتبعث المهتدي بها إلى العمل المزكّي للنفس، والمهيئ له إلى سعادة الدارين، بخلاف الهداية العقلية وحدها، فإنها – وإن أنقذت صاحبها من القلق النفسي والحيرة الفكرية – لا تزكِّي نفسه، ولا تُقوِّم أخلاقه، ولا تهيئه لسعادة الدارين، ولا تُخرجه من دائرة الكفر حتى يؤمن بالأدلة الشرعية ويعمل بمقتضاها.

والكتب السماوية كلها تنطق بأن اللَّه هو الخالق لكل شيء، المستحق للعبادة، وما جاء به القرآن الكريم في هذا الصدد نوعان: الأول خبر اللَّه الصادق، فما أخبر اللَّه – تعالى– به، أو أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم- فهو حق وصدق، ولا يمكن أن يكون في ذلك شيء مُناقض لدليل عقلي ولا سمعي.

والثاني بضرب الأمثال، وبيان الأدلة العقلية الدالة على المطلوب.