ديوان شعرٍ بعنوان ( حوار )

xcghb993.jpg

صدر لي عن ( دار نركال للطباعة و النشر ) ديوان شعرٍ بعنوان ( حوار ) وهو الديوان الثامن متضمنًا ثلاثون قصيدة .

( الاهداء

رغم أن الوحدة تكنّفتني و ألبستني رداء التشرّد

تارة و الضياع تارةً أخرى لكنّني حاورتُكِ عبر

عصورٍ من الأزمنةِ الموحشة فملكتُ حُبًّا بات

يُحييني و يُعلِّمُني إنسانيّتي )

القصائد هي حوار الذات بين مراحل عديدة من حياتي و رغم أنها تخلو من عناصر الحوار التقليدي الذي يعتمد ربما على محادثة عادية .

استقدمتُ بعضًا من الذكريات الّتي مررت بها واستوقفتني كي أراعي توثيقها شعرًا فأنجبت هذا الديوان .

الديوان مبدَأهُ الحوارُ الأول و منتهاهُ الحوار الأخير والحواراتُ على تسعين صفحة , ربما كنتُ سطّرتُ بعضَ القساوةِ في بعضٍ من القصائد لا لشيءٍ لكنّ واقعنا مؤلم فيه من متناقضات لا ترحم .

مُقتطفات

( الحوار الرابع )  

أتيتَ إلى الدنيا بصرخةِ خائفِ

هروبَ عصورٍ مِن وساوسِ عارفِ

لتبدأ مشوارَ الحياةِ بغفلةٍ

و يزيدُ فيكَ الجهلُ شهوةَ تالفِ

تمنّى وفي كُلِّ التمنّي ضياعُهُ

خطاياهُ في التخييرِ لا في المصاحِفِ

( الحوار السادس )

مشى الصحراءَ يتبعه السرابُ

حرائق روحه شوقٌ عُباب

و في خطواته وَلَهٌ سخيٌّ

تمادى في تعثُّره جواب

مشى في التيهِ مُمتطيًا خطايا

و عند الآخرين هي الثوابُ

( الحوار الرابع عشر )

في ليالٍ صمتُها صمتُ نبي

مَنَحتني حُبَّ اُمّي و أبي

أيقَظَتني في اشتِياقٍ دافئٍ

مِن رُقادِ الوهمِ في مُغتَرَبِ

حملتني و أنا مُنكسِرٌ

انكِسارَ الغيمِ لم ينسكبِ

لا عَبَتْ شعري بلُطفٍ هادئٍ

حدَّثتني بكلامٍ عربي

عن بلادي عن هوى حارتنا

عن نُجيماتٍ بليلٍ تَعِبِ

( الحوار الأخير )

البحرُ وحشٌ في الظلامِ لهُ

عينٌ ترى و بنا العمى يغشى

طوفانُ نوحٍ غضبةٌ أولى.

و الغضبةُ الأخرى بنا أقسى

جثثٌ هنا و هناك مقبرةٌ

أجسادُها لمّا تجدْ رمسا

و الحيُّ ينبئُ صاحبًا وقِحًا

جوعًا يسدُّ بهِ مِن الموتى

جسدٌ بلا روحٍ يُعذِّبُها.

أنَّ الحياةَ وضيعةُ المحيا

و خلائقٌ للشرِّ داعيةٌ.

لا تمتلكْ خُلُقًا و لا عُرفا

سائلا الله التوفيق وسداد الرأي.

وسوم: العدد 993