الحداثة في الشعر العربي المعاصر

حقيقتها وقضاياها

د. محمد عبد القادر الشواف

[email protected]

تأليف الدكتور: وليد قصاب

قليلة تلك الكتب والدراسات التي ناقشت موضوع الحداثة بموضوعية تنطلق من ثوابت الأمة ملتزمة برؤية فكرية وفنية منصفة، فقد آن الأوان لأن تتضح الصورة الحقيقية للحداثة، وتسقط الأقنعة عن الذين يكيدون للإسلام متلونين بألوان زاهية خادعة.

يقع هذا الكتاب في تمهيد وخمسة فصول، يقدم المؤلف من خلاله موقفاً فكرياً من الحداثة المعاصرة، وهو موقف مستمد من خصوصية الأمة التي ننتمي إليها.

في التمهيد نقض المؤلف أوهام الحداثة وصحح المفهوم المقصود منها، وكشف أنها رمز لاعتقاد إيديولوجي جديد ونزعة فنية تدميرية تثور على الثوابت والأعراف، وترفع راية فكر علماني خطير. فالحداثة الحقة تتكون من التراث والمعاصرة مجتمعين بعد ضبطهما بضوابط الفكر الأصيل.

واستعرض في الفصل الأول رحلة تحديث الشعر العربي من خلال محاولة إخضاعه للمدارس الأدبية الغربية ليكون كاللقطة الهجين لا يدري له أهلون ولا قبيلة ولا وطن. كما أتى المؤلف على ذكر العوامل المساعدة على انبهار أدباء الحداثة بالغرب.

ودرس المؤلف في الفصل الثاني الحداثة الغربية، وحدد ملامحها، وبين حقيقتها تمهيداً للفصل الثالث الذي هو جوهر الكتاب، إذ عرض حقيقة الحداثة العربية من خلال أقوال كبراء هذه النزعة ومنظريها على مبدأ "من فمك أدينك".

ومن أبرز ملامح هذه الحداثة أنها: عقيدة فكرية وليست مذهباً أدبياً أو اتجاهاً فنياً فقط، وهي تسعى إلى تدمير كل قديم، وتدعو إلى القطيعة مع الماضي العربي الإسلامي واحتقاره، كما أنها علمانية وتنكر للدين.

وفي الفصل الرابع وقف عند بعض قضايا الحداثة التي تحتاج إلى مزيد توضيح كقضية الحداثة واللغة، والحداثة ومفهوم الشعر، والحداثة بين التجديد والتبديد... وغيرها.

وختم المؤلف بطائفة من شهادات بعض الأدباء والنقاد حول الحداثة، وحرص على الاستشهاد بكلام من يعدون من رموزها الذين تملأ كتاباتهم أعمدة الصحف والمجلات المشهورة، ويتصدرون المجالس والمؤتمرات، وتوزع عليهم الجوائز إمعاناً في تضليل الشباب، والتلبيس على جمهور القراء ومن هؤلاء: نزار القباني، ومحمود درويش، وبلندر الحيدري، وأحمد عبد المعطي حجازي، وأمل دنقل، وجبرا إبراهيم جبرا، وزكريا تامر، وعلي كنعان، وأحمد مطر، ونوري الجراح وغيرهم.

ومن النقاد: حسين مروة، وعبد القادر القط، ومحمد عابد الجابري، ومحمود أمين العالم، والطاهر وطار، وآخرون.

وأشار المؤلف إلى بعض المسارات التي اختلطت بالحداثة مع أنها ذات أصالة وتحديث حقيقي لكنها اضطرت للانضواء تحت لواء الحداثة التي غطت عليها وجرفتها بتيارها.

ووعد المؤلف بأن يقوم بدراسة مستقلة يميز فيها الطيب من الخبيث، ويبرز معالم الحداثة الحقيقية التي لا تتنكر للماضي وتواكب الحاضر، وهي حداثة حاضرة غائبة في الشعر العربي المعاصر.