جواز سفر/ ديوان للشاعر محمد عثمان أبو بكر

 

د. محمد عقل

[email protected]

أهداني صديقي الشاعر محمد عثمان أبو بكر من جت باكورة أعماله الأدبية، ديوانه الأول "جواز سفر" الصادر في كانون الثاني 2013. يقع الديوان في 132 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على 38 قصيدة.

عرفت الشاعر عن قرب عندما كان طالبًا في دار المعلمين العرب،  كان مثالاً للطالب النجيب والمؤدب والمتفوق، وقد عشق اللغة العربية وآدابها وامتلك ناضيتها، وهو شاعر موهوب ومتمرس ومتمكن يشق طريقه الأدبي بثبات، ويثبت وجوده على الساحة الأدبية بقوة، وهو يتمتع بشاعرية فيّاضة وقدرة على التحليق الروحي والإبداع الفني مستخدمًا أجمل الصور الشعرية في إطار من العبارات والألفاظ البعيدة عن الإغراق أو الإسفاف، وقد أحسن سبكها وجوّد نظمها كأنها حبات عقد لؤلؤي. قرأت ديوانه فوجدت أن شعره يدور في محورين: دينه ووطنه،  ودينه هو الإسلام، ووطنه هو فلسطين بقراها المهجرة والعامرة والبلاد العربية. وتأشيرة دخوله إلى عالم الشعر والعروبة هو جواز سفره، وحقيبته المملوءة بعواطفه الجياشة وأحلامه العريضة. يكتب الشعر العمودي الموزون والمقفى، والشعر الحر، في شعره تسري موسيقى داخلية تأخذ بمجامع القلوب، وتشنف الآذان، فلله درّه من شاعر أصيل! وقد اخترت لكم من قصيدة "قصيدة تتحدث عن نفسها" هذه الأبيات:

شعري لم يكن سوى مطرْ

وجواز سفرْ

وحقيبة سفر

طيب وعطر وثمرْ

خبز وماء

شعري كقصّاص أثر

يُطيل السهر

يدقق النظرْ

يبحث عن غيمة ضحك الرشيد لها

مرّت من هنا

ولم يعد لها أثر

حاولت مثل الجميع

اكتب عن كلّ الأشياء

اختصر الأشياء

أكتب مدحًا، وصفًا

هجاءً ورثاء

لكن قصيدتي تشاء

ما لا أشاء

نبارك لصديقنا الشاعر محمد أبو بكر إصداره ونتمنى له دوام التألق والإبداع.